أعلنت أكبر حركتي توارق في شمال مالي دخولهما في تحالف ضد ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مستفيدين من كميات معتبرة من الأسلحة والذخيرة التي جلبوها بعد عودتهم مؤخرا من ليبيا، ما سيدعم جهود الجزائر في محاربة الإرهابيين. دخلت الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وجماعة أنصار الدين، الترقيتين في تحالف لتكثيف التعاون بينهما في بعض المجالات، بينها إعلان الحرب على الإرهابيين بمنطقة الساحل الذي يسعى للاستثمار في توتر الظروف الأمنية والاستفادة من الأسلحة المهربة من ليبيا. وحسب ما نقلته مصادر، اجتمع زعيم جماعة “أنصار الدين”، إياد آغ غالي، القنصل السابق لمالي في السعودية، الثلاثاء الماضي، مع أنتالا آغ الطار، رئيس “الحركة الوطنية لتحرير أزواد”، وزعيم قبيلة أفوغاس ذات الزعامة التقليدية الكبيرة في منطقة كيدال، شمال مالي، حيث بحثوا السبل الكفيلة بتنسيق جهود التنظيمين واتفقوا على عدة نقاط اعتبروها تخدم مصلحة التوارق، رغم الاختلافات في الأهداف والتوجهات السياسية. وأكد زعيم “أنصار الدين” أنهم سيسعون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في شمال مالي، خاصة في مقاطعة كيدال التي تمثل المعقل الأساسي للتنظيم لقطع الطريق أمام الجماعات الإرهابية لتجنيد أبنائهم لتنفيذ عمليات إرهابية باسم الدين “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” تقوم باستقطاب أبناء قبائل التوارق من خلال شعارات تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية، وإذا نجحنا في إقامة الشريعة بأنفسنا، فإن ذلك سيوقف تدفق شباب التوارق إلى صفوف “القاعدة”، وتوريطهم في ارتكاب أعمال إرهابية باسم الدين”. وحسب تقارير أمنية غربية، استقطبت الحركة التي أسسها غالي عددا كبيرا من المسلحين الطوارق الذين عادوا حديثا من ليبيا، وهم محمّلون بترسانات هامة من الأسلحة والذخائر التي غنموها خلال مشاركتهم في الحرب الليبية إلى جانب كتائب القذافي، ويهدف هذا التحالف بين فصيلي آغ غالي وآغ الطار لحشد قبائل التوارق ضد النفوذ المتزايد لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، الذي ينشط بقوة في منطقة الصحراء الكبرى أو ما يُعرف بالساحل الإفريقي”، التي تمتد عبر شمال موريتانيا ومالي وجنوب الجزائر إلى غاية ليبيا والنيجر. وستستفيد الجزائر، التي تنسق بين جيوش دول منطقة الساحل الإفريقي لمواجهة فلول القاعدة، من تحالف التوارق، خاصة مع تزايد عمليات اختطاف الرهائن الغربيين، التي ينفذها فرع القاعدة في المنطقة منذ العام 2003، ما شكل معضلة سياسية وأمنية مزمنة أرقت دول المنطقة ودول المعمورة. يذكر أن فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية حاولتا في وقت سابق تجنيد قبائل التوارق واسعة النفوذ والانتشار في المنطقة من أجل التصدي لفلول القاعدة لكن شيوخ قبائل التوارق رفضوا المسعى سيما مع رفض حكومات المنطقة التدخل الأجنبي بها وفي مقدمتهم الجزائر.