أطلقت مصالح الأمن، في ولايات جنوبالجزائر، حملات للتقصي حول ''حركة طرود'' تتنقل من دول الساحل الإفريقي نحو الأراضي الجزائرية، عبر وسطاء مدنيين. وعثرت مصالح الأمن، الأسبوع الماضي، على مراسلات داخل طرد كان ينقل إلى تمنراست يحوي ''تغييرات على خطط تموقع لبعض أتباع عبد الحميد أبو زيد على الأراضي المالية''. كشفت مصادر أمنية ل''الخبر'' عن تحقيق مصالح الأمن في ولايات جنوبية، حول ''حركة طرود'' مشبوهة، باتت لغة مستعملة بكثرة في نقل ''مواد ورسائل مشبوهة'' من خلال وسطاء يتحركون بين الجنوب والشمال. وتتوجه مصالح الأمن في تحقيقاتها باتجاه ناشطين في صفوف جماعات إرهابية في الساحل الصحراوي، يقومون على حركة الطرود، ما يضمن عدم تنقل مشبوهين بالإرهاب إلى الأراضي الجزائرية. ونقلت مصادر عن نتائج متابعة أولية، إمكانية نقل ''خطط خطف غربيين وصور وأقراص مضغوطة وأموال''. وتعرف ''تجارة الطرود'' بين الجنوب والشمال حركية متزايدة منذ فترة، خارج أي مجال للمراقبة الأمنية على الحدود. وفي تقاليد وسطاء مهنة ''نقل الطرود''، عدم معرفة محتوياتها، ويكتفون بتلقي مبلغ مالي نظير الخدمة، على أمل إيصال الشحنة إلى الوجهة المطلوبة والمحددة. وفي سياق متصل، نبهت مصالح الأمن الجزائرية شركات عاملة في الجنوب من أخذ الاحتياطات اللازمة للتحقق من محتوى طرود قد تصلها خارج الأطر القانونية المعروفة. ولا تستبعد أن تلجأ مجموعات إرهابية إلى الفكرة من قبيل التقليد لعمليات ومحاولات سابقة لتنظيمات إرهابية ترتبط ب''القاعدة''. كما أوضحت المصادر ذاتها أن مراقبة الطرود من قبل مصالح الأمن بلغت حد تنبيه مصالح دبلوماسية غربية وقنصليات للتعاطي بحذر مع أي إرساليات مجهولة الهوية ترد بهذا الشكل. وفي سياق مكافحة الإرهاب في الساحل الصحراوي، تجري أجهزة أمنية رقابة مدققة على عمليات تهريب يشتبه في أنها تحظى بحماية ''القاعدة'' وفق معادلة ''المصلحة المتبادلة''. وهي العمليات التي يرجى اختراقها، وتسجل عبر ثلاثة محاور: ''أسمقا في النيجر وكيدال في مالي وإنخليل عند نقطة التقاء حدود موريتانيا ومالي''. وتعتقد الجزائر أن عصابات (مافيا) جديدة تشكلت حول ''القاعدة''، تشتغل على ملف الرهائن الغربيين، وعناصرها ينشطون بشكل أكبر في مساحات ''تمسنة'' في مربع التقاء حدود الجزائر ومالي والنيجر. وذكرت المصادر نفسها أن السلطات الجزائرية منعت تخصيص رحلات للسياح إلى جبال الطاسيلي التي تمتد من تمنراست، في أقصى الجنوب، إلى غاية إليزي في الجنوب الشرقي. ولاحظت السلطات الجزائرية ''تحذيرات مهمة'' وردت إليها من جهات أمنية، بإمكانية قيام التنظيم الإرهابي ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' القيام بمحاولات خطف تتم خلال تواجد وفود سياح في المنطقة خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، وتركت الحرية للوكالات سوى باتجاه ''قمة الأسكرام'' شمال شرقي تمنراست. وكشفت المصادر أن قبائل مالية عقدت اجتماعا ''سريا''، في الأيام الفارطة، للتوحد حول ''منطقة الساحل''. وتقول المصادر إن ''الاجتماع تم في أعقاب علم أمناء عقال بتورط قبليين في علاقات بالقاعدة''. وتحاول قبائل مالي البحث في حقيقة كلام يدور حول نجلي ''أمنوكال إنتالا أغ الطاهر'' أمين عقال ''أضاغ إفوغاس''، وهما العباس ومحمد، بسبب شبهات ''حول ربطهما صلات بعناصر في التنظيم''، إلا أن المعلومات التي تراقبها مصالح الأمن تشير إلى احتمال ثان، وهو أن أصل الخلاف قبلي قبلي، بسبب محاولة القائد ''الهجي'' الذي يتزعم ''قبيلة إمغاد'' التي تنتمي ل''إفوغاس'' قيادة حركة تمرد داخلية لا أكثر.