انضم مقاتلون فروا من ليبيا ومن بطش الثوار إلى حركة جديدة تأسست مؤخرا في “ازواد” شمال مالي أطلق عليها اسم “حركة أنصار الدين” والتي تشكلت من عدد من المقاتلين، بينهم جنود وضباط من الجيش المالي ينتمون إلى الطوارق يقودهم “ازواد اياد آغ”. أعلنت مصادر عليمة في شمال مالي أن القيادي في الطوارق أزواد إياد آغ غالي، قرر تأسيس حركة جهادية شعبية في أزواد تحت اسم “حركة أنصار الدين” ، وذلك بعد عودته مباشرة الى مالي بعدما كان يشغل منصب القنصل العام لجمهورية مالي في السعودية، حيث التف حوله المئات من المقاتلين بينهم جنود وضباط من الجيش المالي ينتمون للطوارق ومقاتلون آخرون عادوا حديثا من ليبيا، وقد لجأ إلى بعض الجبال القريبة من مدينة كيدال وأعلن من هناك عن تأسيس حركة “أنصار الدين” التي ترفع من بين مطالبها تطبيق الشريعة الإسلامية وإعادة الاعتبار لمكانة علماء الدين فضلا عن مطالب محلية تتعلق بحرية وحقوق سكان أزواد. وكانت الحكومة المالية قد أعلنت أنها تسعى لإجراء محادثات مع إياد غالي بعد تزايد المخاوف من أنه يخطط لتحريض الطوارق على القيام بانتفاضة جديدة، خاصة مع تدفق مئات من المقاتلين السابقين من ليبيا في شاحنات محملة بالأسلحة إلى شمال مالي على مدى الشهور الماضية، ما يزيد المخاوف من عدم الاستقرار في منطقة ينشط فيها متمردون سابقون وخلايا لتنظيم القاعدة ومهربو المخدرات. وقالت المصادر إن إياد آغ غالي وهو زعيم سابق لمتمردي الطوارق غادر منزله في بلدة كيدال بشمال مالي الأسبوع الماضي للانضمام إلى مجموعة كبيرة من المقاتلين في التلال والجبال، وقال مسؤول عسكري مالي، طلب عدم ذكر اسمه: “أرسلت السلطات مبعوثين إلى إياد لاستعادة النظام ولكن لم يأت أي رد بعد .. ننتظر لنرى إذا كانوا سيردون بشن هجمات”. ومعلوم أن إياد غالي ينحدر من أسرة زعامة تقليدية في قبائل “الفوغاس” الطوارقية بأزواد وقد قاد في بداية تسعينيات القرن الماضي “الحركة الشعبية لتحرير أزواد” التي كانت من أبرز فصائل المتردين الطوارق في شمال مالي خلال انتفاضة بداية التسعينيات قبل أن يوقع اتفاقية سلام مع مالي بوساطة جزائرية قادت إلى تعيينه قنصلا عاما في جدة وإدماج العشرات من مقاتلي حركته في الجيش المالي كما شارك في بعض الوساطات التي أدت إلى إفراج تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” عن عدد من الرهائن الغربيين الذين اختطفهم.