مستوى النظام في سوريا ليس ببعيد عن مستوى المعارضة التي تريد الإطاحة به على الصعيد السياسي.. ومستوى الجامعة العربية في قراراتها حول الموضوع السوري لا يختلف عن المستوى السياسي لحكام دولة قطر التي تسير القطيع العربي في الجامعة العربية وترعاه لصالح من تقول سوريا إنهم أسياد قطر والعرب معا! حكام سوريا يقولون: إن مسلحين يعتدون على قوات الأمن والجيش السوري بالسلاح ويطلبون من جامعة العرب التي تقودها.. وتقوِّدها قطر لمجلس الأمن أن يتخذوا موقفا من هؤلاء المسلحين الذين وصلت بهم الجرأة إلى المساس بأمن قوات الأمن في سوريا! ولا يحس النظام السوري بأنه يطلب توسط غيره أو على الأقل يشتكي جزءاً من شعبه إلى أجانب.. ومع ذلك لا يحس بالحرج كونه فقد شرعية وجوده حين وصل حكمه إلى حالة يحمل فيها جزء من الشعب السلاح ضد قوات أمنه! الدابي قال في تقريره: إن قوات الأمن والجيش السورية كانت تمارس عنف الرد على مصادر النيران التي تنطلق من مسلحين.. أي أنه يقر بوجود معارضة سورية مسلحة ويطلب من الجامعة العربية أن توقف هذه المعارضة المسلحة وسوريا الرسمية تعتبر ذلك شيئا إيجابيا لصالحها! سوريا يصل حال حكمها إلى أن تقوم دولة مثل قطر بالمساس بالأمن في سوريا ولا يكون للسوريين أي رد فعل ضد قطر غير قطع العلاقات وسحب السفراء.. بل ويذهب وليد المعلم إلى الدوحة للاستماع لأمير قطر في سياق الجامعة العربية! سوريا العضو المؤسس للجامعة العربية يتراجع دورها في هذه المؤسسة أمام شبه دولة تسمى قطر ولا تنسحب من هذه الجامعة وتبقى عضوا فيها وهي تتخذ القرارات التي تطالب بإسقاط النظام في سوريا وتسليم السلطة إلى المسلحين الذين يعارضون النظام بالمال والسلاح القطري.. الطحين يصل بسوريا إلى هذا المستوى ومع ذلك ما يزال نظامها بأمل في أن ينصلح حاله! والجامعة العربية التي أصبحت قطرية تقرر باسم العرب ومنهم سوريا وترسل ما تقره قطر باسم الجامعة العربية إلى مجلس الأمن ليبصم عليه! حل عربي عن طريق مجلس الأمن.. تماما مثل منطق الحل العربي لليبيا عن طريق الناتو! حالة سوريا مع الجامعة العربية تحت الهيمنة القطرية مثل حال فلسطين مع الأممالمتحدة تحت الهيمنة الإسرائيلية! هل حقيقة أصبحت جامعة الدول العربية بدولارات قطر مؤهلة لاتخاذ قرارات تصل حتى إلى تغيير الأنظمة في البلدان العربية الأعضاء في الجامعة العربية! وفي هذه الحالة من قال إن الجامعة العربية ليس فيها أدوات اتخاذ القرارات؟! أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد قرارات بلطجة قطرية مع "شوية" رشوة خاصة للأمانة العامة العربية والأعضاء الذين يمثلون الدول العربية في هذه الجامعة! لقد أصبحت الجامعة العربية المقطرنه عراب التدخل الدولي في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء! ووصل الطحين العربي إلى حد أن دولة قطر أصبحت سمسار العرب لبيع العرب للغرب كما بيعت قطر؟!