هدد النظام السوري باستهداف أي قوات عربية تنتشر في الأراضي السورية مهما كان المبرر والدافع، وذلك بعد تصريحات أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني التي دعا فيها إلى ”تدخل عربي عسكري لإنهاء الأزمة”· وسارعت دمشق أمس للتعبير عن رفضها القاطع لتصريحات بعض المسؤولين القطريين حول إرسال قوات عربية سورية· ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ”سانا” عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله إن ”سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية إليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”· وأوضح المصدر أن ”الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت أي مسمى كان وسيتصدى لأي محاولة للمساس بسيادة سورية وسلامة أراضيها” مضيفا ”سيكون من المؤسف أن تراق دماء عربية على الأراضي السورية لخدمة أجندات معروفة، خصوصا بعد أن باتت المؤامرة على سورية واضحة المعالم”· وقال المصدر إن ”سوريا في الوقت الذي توفي به بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية فأنها تجدد الدعوة للدول العربية وجامعة الدول العربية للقيام من جانبها ببذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الإعلامي الهادفة إلى تأجيج الوضع في سورية والمساعدة في منع تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة إلى الأراضي السورية تحقيقاً للأمن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا”· وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد عن مشاورات قادمة بين وزراء الخارجية العرب حول إرسال قوات عربية إلى سورية· ونقلت وكالة أنباء الإمارات مساء أول أمس عن وزير الخارجية قوله، تعليقا على الاقتراح الذي تقدم به أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة بشأن إرسال قوات عربية إلى سوريا ”نحن الآن في مرحلة المشاورات وتبادل الأفكار والاستماع إلى مقترحات القادة حول الوضع في سورية، وهناك مشاورات قادمة بين وزراء الخارجية العرب حول الموضوع”، موضحا ”أهمية أن يبحث الاجتماع الوزاري العربي القادم الذي سيعقد في ال 22 جانفي الحالي الوضع السوري بشكل واضح وتقييم عمل لجنة المراقبين والاستماع إلى تقرير اللجنة وتقرير الأمين العام” للجامعة العربية· من ناحية أخرى، وزعت روسيا على الدول الأعضاء في مجلس الأمن مسودة جديدة لمشروع قرار بشأن الأوضاع بسوريا، في وقت تعتزم فيه الأممالمتحدة تدريب مراقبين عرب لإرسالهم لاحقا إلى سوريا تلبية لطلب جامعة الدول العربية· ويدين مشروع القرار الذي وزعته روسيا ويبحثه الخبراء ”العنف الواسع وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات”، لكنه يطالب جميع الأطراف -بما فيها جماعات المعارضة المسلحة- بوقف العنف فورا· كما يدعم المشروع المعدل خطة الجامعة العربية ويدعو إلى تنفيذها والتعاون الكامل مع بعثة المراقبين· وقال دبلوماسيون غربيون ”إن المشروع لا يزال قاصرا عن تقديم إدانة قوية لقمع الاحتجاجات”، وأوضح دبلوماسي غربي أن النص الروسي الجديد ”يجمع التعديلات المقترحة من قبل أعضاء المجلس” دون إحراز تقدم في الجوهر·