دخلت، أمس، مختلف مناطق ولاية تيزي وزو، في حداد لمدة ثلاثة أيام، حزنا على رحيل عميد الأغنية القبائلية، شريف خدام، الذي رحل عنا في صمت مساء أول أمس، بباريس عن عمر ناهز 85 سنة بعد صراع مرير مع المرض. وقد تم إلغاء عديد النشاطات الثقافية الكبرى والتظاهرات عبر عديد البلديات لاسيما على مستوى مسقط رأسه آيت بومسعود بأعالي عين الحمام. وسينقل جثمان المرحوم إلى مسقط رأسه بآث بومسعود، غدا الخميس، بعدما تم تأجيل العملية إلى غاية الانتهاء من الإجراءات القانونية في مجال تحويل جثته من إحدى المصحات الباريسية إلى الجزائر. وينتظر أن تشيع جنازة الراحل غدا، إذا ما وصل إلى مسقط رأسه في الوقت المحدد، بحضور مسؤولين سامين في الدولة وشخصيات وطنية ومغتربين. شريف خدام يعد من أكبر الأسماء الفنية في تاريخ الموسيقى الجزائرية؛ حيث مزج بين التراث والحداثة وقد تمكن من ترك بصماته على سجل عمالقة الموسيقى الجزائرية خاصة، بل حتى في العالم وكان قد رحل إلى عاصمة الجن والملائكة عام 1947 وعمره 15 سنة على غرار أغلب شباب منطقته، بحثا عن لقمة العيش ولم يكن يوما الراحل يعرف أنه سيلج هذا العالم الفسيح خاصة بعد تكوينه الديني ومروره عبر المدرسة القرآنية في طفولته وكذا زاوية بوجليل التي أهلته ليكون إماما، لكنه اكتشف حينها ميوله للفن والموسيقى. يذكر أن تيزي وزو تحولت أمس إلى فضاء يدوي من خلالها أغاني الراحل شريف خدام المعروف بأغنيته الشهيرة "يليس نتمورثيو" التي بدأ بها مشواره الفني عام 1955 وكذا "يما بجاية". كما أنه يعد في التوجيه لعدد من الفنانين على غرار مليكة دومران، آيت منقلات وكذا إيدير.