اختتم، أول أمس، بالعاصمة، اللقاء الجزائري الأوروبي الذي جمع المشاركين من الكُتّاب والمهتمين بالإنتاج الأدبي حول موضوع الهويات المتعددة، استعرض خلاله الحضور المفهوم انطلاقا من البحث عن الذات التي تعيش في فضاء متناقض يجمع بين العديد من المتغيرات. نشط اليوم الثاني والأخير كل من حميد ڤرين، عبد النور عبد السلام، إليني توروسي من اليونان، وكريمة بارجي من فرنسا، حيث ركز فيه حميد ڤرين من خلال مداخلته التي عنونها ”قل لي أين تعيش ولن أقول لك من أنت”، على الهوية والمكان، حيث قال ڤرين إن الهوية لا يمكن أن تنحصر في حيز المكان الضيق لأنها أوسع من أن تحدها الحدود. كما ركز أنور عبد السلام في تدخله على نموذج المطالب البربرية التي تمثل عنصرا هاما في بناء الهويات المتعددة، وأشار الكاتب إلى دور اللغة والترجمة التي وصفها بالضعيفة في الجزائر رغم دورها في توطيد التواصل بين الثقافات، حتى من طرف الفرنسيين على اعتبار أن اللغة الفرنسية هي الأكثر استعمالا بعد العربية في الجزائر. وتحدثت إليني توروسي عن تفاصيل احتكاكها الأول مع الثقافة الألمانية وبشكل خاص اللغة، حيث أشارت أثناء تدخلها إلى الدور الذي تلعبه كل لغة، مشددة على تساوي اللغات في العالم انطلاقا من اللغة الأم، وهي أول ما يكتشفه الطفل وصولا إلى الاحتكاك بلغات أخرى التي ترتبط بالحريات الشخصية في التعامل مع الغير. من جهتها كريمة بارجي، أجابت من خلال مداخلتها ”المنفى، بلدي الأمم”، على العديد من التساؤلات التي ربطتها بالهجرة والهويات المتعددة التي يضطر الفرد إلى التعامل معها، أمام ما يحمله المنفى من متغيرات اللغة، الدين، الثقافة..