يقضي اللّه سبحانه وتعالى ما يشاء، وإنما بما قضى نرضى ونسلم فإليه جلّ وعلا في هذه اللحظات الصعبة الأليمة نتوجه بالدعاء لفقيدنا الكبير الأستاذ المناضل عبد الحميد مهري.. فلتنزل عليه الرحمات.. وليهنأ بما أنجز في حياته الثرية الحافلة بعطاء المناضل.. والمسؤول.. والسياسي المتميز المثقف.. إن المرحوم الأستاذ عبد الحميد مهري الذي نشأ وترعرع في صلب الحركة الوطنية.. وفي عمق الثورة التحريرية المجيدة لم يكن فقط فاعلا في أحداث ومراحل من النضال الوطني والكفاح الفوري الطويل والمرير.. ولكنه كان أيضا شاهدا موثوقا، ساهم بحضوره الدائم وتواضعه المعهود عبر الكثير من المنابر - وبعيدا عن النزعة الجدالية- في إلقاء أضواء هامة على العديد من الوقائع في تاريخنا الوطني الحديث.. ولم تثنه عن مساهماته الثمينة التي كانت محل تقدير واحترام واسع متاعب التقدّم في العمر، فكان إلى وقت قريب محاضرا، ومشاركا في الندوات والملتقيات التاريخية والسياسية والفكرية، يدلي بأفكاره ويعبّر عن وجهات نظره، فيزيد رصيد التقدير للرجل باختلافه وتوافقه مع الآخرين.. وإننا مهما ذكرنا مناقبه، فإننا لا نفيه حقه وإنني أمام هذا المصاب الجلل لأتقدم إليكم بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة والتعاطف داعيا المولى عز وجل أن يلهمكم الصبر والسلوان ويتغمد الفقيد برحمته الواسعة مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.