ستكون عاصمة الزيانيين، تلمسان، هذا السبت، قبلة عدد من الباحثين من خارج الوطن وداخله، حيث يعكف هؤلاء على تسليط الضوء على حياة الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي، في ملتقى دولي يدوم ثلاثة أيام، ويأتي تحت شعار”الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي.. فقه السياسة والحوار الديني”. الملتقى الذي بادرت بتنظيمه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ستقام فعالياته بالمسجد الكبير بتلمسان، سيشهد حفل افتتاحه سهرة السبت المقبل، الإعلان عن الفائزين بالجائزة الدولية الخاصة بإحياء التراث الإسلامي، وتوزيع الجوائز عليهم. ويتناول الملتقى طوال أيام فعالياته، دور المغيلي وعلماء الجزائر في نشر الإسلام في إفريقيا، ويتعرض إلى قيم الحوار والتسامح، وكيف يمكن استثمارها. كما يقدم بعض الباحثين محاضرات حول خلاف ابن زكري التلمساني والعصنوني مع المغيلي في قضايا اجتهادية فقهية، منها مسألة اليهود. وكما صرح مدير الثقافة بالوزارة، بومدين بوزيد، فإن الملتقى يركز على الدور الجزائري أو المغرب الأوسط في الساحل الإفريقي من حيث نشر قيم الإسلام والتسامح، ومسألة خلاف المغيلي مع يهود توات الشهيرة لها مبرراتها التاريخية والسياسية وتحتاج إلى إعادة قراءة جديدة ليست بالضرورة تنتصر للمغيلي أو للذين كانوا ضدّه من الفقهاء. ومن بين الندوات والمحاضرات التي ستناقش في هذا الملتقى الدولي، ندوة ”المغيلي وفجر التغيرات في القرن التاسع الهجري”، ”موقف ابن زكري من فتوى المغيلي حول اليهود”، ”المغيلي من خلال كتاب البستان لإبن مريم”، ”الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي حياته وآدابه”، ”تواصل علماء تلمسان مع الحواضر العلمية في ذاكرة المغيلي”، ”آثار وشخصية الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي”، ”دور المغيلي في نشر التصوف في السودان الغربي”، ”الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي الرحلة الربانية في نشر الطريقة القادرية بين تلمسان والسودان”، ”تراث الشيخ المغيلي ومنهجه فيه”، ”منهج المغيلي في الفقه والفتوى”، ”المغيلي في الكتابات النيجيرية”، ”قراءة في نقد المغيلي للمعتزلة”، ”المشروع السياسي عند المغيلي.. دراسة تحليلية”، ”مفهوم الدولة ومؤسساتها ورعاياها في الفكر السياسي عند المغيلي”، ”البعد السياسي المقاصدي في أجوبة المغيلي عن أسئلة بعض سلاطين السودان الغربي”، وغيرها من الندوات. أما المشاركون في هذا الملتقى فسيمثلون عددا من الدول الإفريقية والعربية منها النيجر، المغرب، السودان، السعودية، السينغال، بالإضافة إلى أساتذة جامعيين وباحثين من مختلف ولايات الوطن. للإشارة بقي في برنامج الوزارة لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 ملتقى دولي في بداية شهر مارس حول ”الإسلام في مجابهة العنف” وبعض الندوات الوطنية مثل ”علماء وادي سوف” في ال20 من شهر فيفري الجاري، سيسلط هذا الملتقى الضوء على علماء وادي سوف وعلاقتهم بالحواضر العلمية في الجزائر، مثل تلمسان.