يطالب مواطنو دائرة بريكة بباتنة من مصالح المراقبة لمديرية التجارة وأعوان الحفاظ على صحة المستهلك بالتدخل العاجل لاتخاذ الإجراءات المناسبة على مستوى المذبح البلدي، والذي يتواجد في وضعية كارثية أصبحت فيها صحة المستهلك مهددة، حيث لا يزال هذا المذبح الكائن بطريق سطيف يسيّر بنفس الإمكانيات منذ إنشائه قبل عشرات السنين. ويعتمد على الطرق التقليدية في تجهيز اللحوم ما يستهلك الكثير من الوقت والجهد ويزيد من عناء الجزارين، فضلا عمّا طاله من إهمال ولا مبالاة حوّلت زواياه إلى أكوام للقمامة ومرتعا للحشرات، بالإضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة منه. وقد أسهمت وضعية المذبح في انتشار الأوساخ حول محيطه الخارجي واستقطاب الكلاب الضالة. وباعتبار أن المذبح يستعمله عدد كبير من الجزارين ببريكة بما فيها البلديات المجاورة مثل بيطام وأولاد عمار وعزيل عبد القادر، فإن اللحوم الصادرة منه تغطي أزيد من 80 بالمئة من حاجة السوق بالمدينة. وقد أصبح الكثير من الجزارين يعزفون عن التوجه للمذبح لما يلاقونه من متاعب في تهيئة الذبائح ونقلها، لانعدام غرف التبريد الضرورية بهذه المرافق، وانعدام المياه ما يجبر الجزارين على الاشتراك في جلب صهاريج المياه رغم النداءات الكثيرة التي تقدموا بها إلى مصالح البلدية في هذا الشأن، ما ساعد على اتخاذ المستودعات مذابح سرية، وهو ما يعد خطرا آخر على المستهلكين، حيث إنها تفتقر لأدنى شروط النظافة. وقد بدأت في الانتشار بشكل لافت عبر كثير من الشوارع في غياب الرقابة، ما يحتم التحرك لتفادي أية تبعات لقلة النظافة على صحة المستهلكين في ثاني أكبر تعداد سكاني بعد عاصمة الولاية، مثلما أكده العديد من الأطباء والمهتمين بالشأن البيئي. وحتى البياطرة أكدوا خطورة الموقف، خصوصا وأن مدينة بريكة تصنف كبؤرة وطنية للأمراض الناتجة عن الحيوان وعن قلة النظافة، حسب الإحصائيات الرسمية للمصالح الصحية خلال السنوات الماضية. وقد اقترح المعنيون تغيير مكان المذبح أساسا وإنشاء آخر بعيد عن التجمعات السكانية، واحتياطا تجهيز المذبح الحالي وإعادة تهيئته وتوسعته بما يتماشى والإقبال عليه، وتوظيف أعوان نظافة يسهرون على نقل الأوساخ إلى مكانها الطبيعي بالتنسيق مع مصالح البلدية، وهو ما يطالب به الجزارون أيضا. ويذكر أن مزايدة ستفتح في الأيام القادمة من أجل منح استغلال المذبح للخواص.