في كل سنة نرفض برامج التلفزيون الجزائري، نضحك عليها وعلى أنفسنا لأننا أيضا في كل مرة نتابعها، كذلك الذي يشتهي حبه ولا يصرح به، ولا ذنب لنا إلا أننا لا نريد الضحك إلا باللهجة الجزائرية، ومع إعلان الترتيبات والتحضيرات لدراما الشهر الكريم في البلدان العربية لا نعرف ماذا سيحدث عندنا.. هل سيفتح القطاع قبل رمضان وماذا سيعرضون عليها ولا وقت لديهم للتصوير والتركيب وما إلى ذلك، لعله سيطل علينا الحاج لخضر من نافذة أخرى ويكون مصيرنا كمن هرب من الجحيم فوقع في بابه. لكن هناك كوميديا جزائرية موازية تنمو على اليوتيوب، يوسف زروطة مثلا أحد هؤلاء اليوتيوبيين الذين يقدمون فيديو كوميديا على اليوتيوب بصورة مستمرة، يملك الآن حوالي 60 فيديو على اليوتيوب و"يقتل بالضحك" لدرجة لا تتوقعها، ولا وسيلة لديه سوى كاميرا هواة وبرنامج تركيب للمبتدئين، ومجموعة أفكار غير معقولة، قال لي إنه لا يريد انتظار الواقع، فالمشاهدات التي يحققها الفيديو الواحد تفوق ال30 ألف مشاهدة، وأنه متأكد أن التلفزيون الجزائري لا يقدم الفرصة، ثم إنهم لا يفهمون أفكاري، لأن عمري 21 سنة ولا أفكر كما يفكر الحاج لخضر. يوسف زروطة يشتغل الآن على سلسلة فكاهية سريعة لشهر رمضان القادم، يقول عنها إنها ستكون قنبلة للجزائريين الذين يتصفحون اليوتيوب. أمام هذه المبادرات، وربما لا يمكننا تسميتها مبادرات أصلا لأنها بالنسبة لهم قناعات تم الفصل فيها وانتهى الأمر، نفهم جليا أن هناك شرخا بين المجتمع والتلفزيون مما جعل الشاب الجزائري الموهوب يبحث عن فضاءات أخرى.. من هذا المنطلق كيف ستكون استراتيجيات القنوات الجديدة وهي تفصل على مقاس خاتم سليمان وليس على مقاس يوسف زروطة. هاجر قويدري