طالب سكان البناية رقم 17 الكائنة بحي حميتي بلقاسم بالقصبة العليا، السلطات المحلية بضرورة ترحيلهم من سكناتهم التي شارفت على الانهيار والتي يعود تشييدها للعهد العثماني، حيث يعيش هؤلاء السكان ومنذ أزيد من 41 سنة في شبه أوكار. البناية عبارة عن غرف مساحتها لا تتجاوز المترين مربع في أفضل الأحوال، بينما السلطات المحلية تقوم بترحيل قاطني البنايات الأقل ضررا منها وتبقي عليهم. وقد أضحت هذه البناية التي يقطنها 13 عائلة آيلة للسقوط في أية لحظة، بعد ما نال منها الزمن وبشكل خاص عقب الزلزال الذي ضرب العاصمة وضواحيها شهر أكتوبر سنة 1989، ليليه فيما بعد زلزال شهر ماي 2003 الذي ضاعف خطر انهيار جدران العمارة، حيث زادت التشققات والتصدعات التي أصابت الجدران، ناهيك عن الأسقف التي تكاد تهوي على رؤوس السكان، والتي أصبحت تمسكها بعض الأعمدة الخشبية المتآكلة من شدة الرطوبة وتسربات المياه. ويضاف عامل الرطوبة العالية لمعاناتهم داخل هذه السكنات، بإعتبار أن أشعة الشمس لا تجد منفذا للدخول إليها، ثم إن السلطات المحلية لم تبال بمطالب ونداءات السكان المتتالية - حسبهم -، بل إن المسؤول الأول بالمجلس الشعبي البلدي للقصبة سابقا، لم يستقبل المواطنين الذين يقصدون مكتبه خلال الأيام المخصصة لذلك، بل يدع الأمر لأعوان الأمن بدلا عنه - كما أكد أحد سكان البناية - رقم 17، إلا أنه وخلال الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات البلدية، لم ينقطع هذا المسؤول عن حيهم وعن إعطاء الوعود بالترحيل لسكنات لائقة، لأن هذه السكنات لم تعد تكتفي بمجرد أشغال الترميم التي لم تعد تجدي نفعا وإنما تستوجب الترحيل وهدمها. من جهة أخرى، يضطر سكان السطوح بهذه العمارة لاستخدام السلم الخشبي من أجل الصعود والنزول، حتى إن عجوزا يفوق عمرها العقد السابع تقطن بالسطح وتضطر لاستخدام ذلك السلم، وهي بهذا السن رغم خطورة الوضع لا لشيء سوى انعدام مسكن لائق تلجأ إليه، وهي لا تزال على ذلك الوضع بالرغم من سقوطها من خلال ذلك السلم وإصابتها بكسر على مستوى الساق والفخذ ظلت بسببه حبيسة الفراش لمدة أشهر. وتجدر الإشارة إلى أنه تم ترحيل سكان البنايات المجاورة لهذه العمارة العثمانية العتيقة، بالرغم من أنها الأحق في أسبقية الترحيل، بسبب درجة الخطورة التي تفوق البنايات المجاورة بكثير حسب سكان الحي، حيث جرت آخر عملية ترحيل بالحي خلال العام الماضي بينما تم استثناء سكان العمارة من باقي المشاريع السكنية، ليظل سكان البناية رقم 17 بحي حميتي بلقاسم بالقصبة، حبيسي الأدراج من خلال ملفات السكن المتجددة والمنسية.