إنطلقت مساء أول أمس بتمنراست فعاليات المهرجان الدولي لفنون الأهقار في طبعته الثانية في أجواء إحتفالية بهيجة و التي شهدتها جموع غفيرة من المواطنين. وقد أعطيت إشارة افتتاح هذه التظاهرة الثقافية الدولية الهادفة إلى تثمين التراث المادي و اللامادي العريق الذي تشتهر به المنطقة بحضور ممثل وزارة الثقافة السيد مراد بتروني والسلطات المحلية. وبالمناسبة أكد ممثل وزارة الثقافة في كلمة افتتاحية أن وزارة الثقافة التي دأبت على تكريس هذا المهرجان كموعد ثقافي هام على غرار عيد " السبيبة" لمدينة جانت (ولاية إيليزي) و مهرجان " آهليل" بتيميمون (ولاية أدرار) إنما يهدف ذلك إلى تثمين هذا التراث الذي يعتبر القاسم المشترك للمواطن الجزائري. وأضاف ذات المسؤول في نفس السياق بقوله "أن هذه الاحتفالات الثقافية يراد منها الإحتفاظ بالذاكرة و حماية التراث الثقافي الوطني". هذا وأقيم معرض للصور برواق دار الثقافة لمدينة تمنراست الذي عرضت به لوحات تتضمن أنماط معمارية متنوعة من مختلف مناطق العالم تبرز الفنون المعمارية والحضارية القديمة و الحديثة و ذلك بهدف التعريف بالترابط بين الفنون المعمارية للشعوب بين الأمس و اليوم. ونظمت حفلة فنية بساحة أول نوفمبر لعاصمة الأهقار والتي ستكون فرصة للجماهير الوافدة من اكتشاف مختلف فنون المنطقة وفنون مناطق أخرى و ستحييها فرقتين عن مدينة تمنراست و فرقة فنية من برج باجي مختار إضافة إلى فنان من النيجر. ويتضمن برنامج هذا المهرجان تنظيم أيام دراسية بقاعة "داسين" بدار الثقافة لمدينة تمنراست التي سينشطها عدد من المختصين تتناول مختلف الموضوعات ذات الصلة بالثقافة الصحراوية و الجزائرية و الإفريقية و حماية الحظائر الثقافية ومسائل ذات صلة بسبل حماية التراث الثقافي والطبيعي. وسيتم التطرق في هذا الصدد إلى إشكالية "تصور منهجي لحظيرة آير تينيري ( شمال النيجر)" و مسألة "تسيير الموارد الجينية التي لها علاقة بمهارات الأسلاف" و"الأنتروبولوجيا التاريخية و التقنيات في خدمة المحافظة على التراث و الوساطة الثقافية" و محور يتناول "مهارات المرأة المقيمة في الطاسيلي ناجر". وستقوم ضمن فعاليات هذه التظاهرة الدولية العديد من الفرق الموسيقية جزائرية و إفريقية بتنشيط أمسيات فنية حيث ستكون جميع الطبوع الغنائية حاضرة في هذا المهرجان المحلية منها و الإفريقية. وستنعش أجواء المهرجان فرق "التيندي" و "الديوان" و "الإمزاد" من منطقتي الأهقار و الطاسيلي ناجر و الفنان "شوغلي" من مدينة جانت (ولاية إيليزي) وفرقة "إتران نهقار" من تمنراست و فرقة "فردة" من بشار و "آهاليل" من تيميمون (ولاية أدرار) و فرقة "جقوار" من تندوف. وبالنسبة للطبوع الغنائية الإفريقية فإن الموعد سيكون من المغنيين حميد أكاويل و بامبينو من النيجر و فاركا توري من مالي و الثنائي أمادو و مريم و ديدجي موج. كما سيتم وليوم واحد إقامة مخيم يتكون من خيمات تقليدية بمنطقة أبالسة على بعد نحو 100 كلم من مدينة تمنراست التي سيزاول بها حرفيون في مجال الجلود و الفضة مهنهم التقليدية. وأقيم بمنطقة أقنار نحو 10 كلم من عاصمة الأهقار مخيما آخر الذي سيكون المسرح الرئيسي لاحتضان مختلف الأنشطة التي ستقام على الهواء الطلق على مدار أسبوع و من بينها الحفلات الفلكلورية . وسيضم هذا المخيم مجموعة من الخيم لاستقبال الزوار الوافدين لاستكشاف هذا المهرجان الذين جاءوا خصيصا للتعرف على مختلف فنون وثقافات الدول المشاركة. كما برمجت ثلاثة ورشات خصصت الأولى منها لتعليم لغة " التيفيناغ" للأطفال أما الورشة الثانية فمخصصة لعلوم الفلك حيث سيقام ضمن هذه الورشة معرض خاص بالمعدات و الأجهزة التي تستعمل في رؤية النجوم و سيتسنى للحاضرين إمكانية مشاهدة النجوم باستعمال هذه الأجهزة في حين فإن الورشة الثالثة تتناول مسألة سرد التاريخ. وسيتم ضمن هذا الموعد الثقافي الدولي الإعلان عن الفائزين في مسابقة كتابة القصة و الأسطورة القديمة و التي شهدت مشاركة أكثر من 70 مشاركا بمختلف اللغات العربية و الفرنسية و الأمازيغية. للتذكير فإن الطبعة الأولى من هذا المهرجان كانت قد نظمت بتمنراست في الفترة الممتدة ما بين 15 إلى 20 فيفري 2010 .