انطلقت أوّل أمس بتمنراست، فعاليات المهرجان الدولي لفنون الأهقار في طبعته الثانية، في أجواء احتفالية بهيجة والتي شهدتها جموع غفيرة من المواطنين، وبالمناسبة أكّد ممثل وزارة الثقافة في كلمة افتتاحية، أنّ وزارة الثقافة التي دأبت على تكريس هذا المهرجان كموعد ثقافي هام على غرار عيد ''السبيبة'' لمدينة جانت (ولاية إيليزي) ومهرجان ''آهليل'' بتيميمون (ولاية أدرار)، إنّما يهدف ذلك إلى تثمين هذا التراث الذي يعتبر القاسم المشترك للمواطن الجزائري، وأضاف ذات المسؤول في نفس السياق بقوله ''أنّ هذه الاحتفالات الثقافية، يراد منها الاحتفاظ بالذاكرة وحماية التراث الثقافي الوطني''. وأقيم بالمناسبة معرض للصور برواق دار الثقافة لمدينة تمنراست، الذي عرضت به لوحات تتضمّن أنماطا معمارية متنوّعة من مختلف مناطق العالم، تبرز الفنون المعمارية والحضارية القديمة والحديثة، وذلك بهدف التعريف بالترابط بين الفنون المعمارية للشعوب بين الأمس واليوم. ويتضمّن برنامج هذا المهرجان، تنظيم أيام دراسية بقاعة ''داسين'' بدار الثقافة لمدينة تمنراست، التي سينشّطها عدد من المختصين، تتناول مختلف الموضوعات ذات الصلة بالثقافة الصحراوية والجزائرية والإفريقية، وحماية الحظائر الثقافية ومسائل ذات صلة بسبل حماية التراث الثقافي والطبيعي، وسيتم التطرّق في هذا الصدد إلى إشكالية ''تصوّر منهجي لحظيرة آير تينيري بشمال النيجر ومسألة ''تسيير الموارد الجينية التي لها علاقة بمهارات الأسلاف''، وكذا ''الأنتروبولوجيا التاريخية والتقنيات في خدمة المحافظة على التراث والوساطة الثقافية''، ومحور يتناول ''مهارات المرأة المقيمة في الطاسيلي ناجر''. وستقوم ضمن فعاليات هذه التظاهرة الدولية العديد من الفرق الموسيقية جزائرية وإفريقية، بتنشيط أمسيات فنية، حيث ستكون جميع الطبوع الغنائية حاضرة في هذا المهرجان المحلية منها والإفريقية، وستنعش أجواء المهرجان فرق ''التيندي''، ''الديوان'' و''الإمزاد'' من منطقتي الأهقار والطاسيلي ناجر، والفنان ''شوغلي'' من مدينة جانت (ولاية إيليزي)، فرقة إثران نهقار'' من تمنراست وأيضا فرقة ''فردة'' من بشار، ''آهاليل'' من تيميمون (ولاية أدرار) وفرقة ''جقوار'' من تندوف، وبالنسبة للطبوع الغنائية الإفريقية، فإنّ الموعد سيكون من المغنيين حميد أكاويل وبامبينو من النيجر، فاركا توري من مالي والثنائي أمادو ومريم وديدجي موج. كما سيتم وليوم واحد، إقامة مخيم يتكوّن من خيمات تقليدية بمنطقة أبالسة على بعد نحو 100 كلم من مدينة تمنراست، التي سيزاول بها حرفيون في مجال الجلود والفضة مهنهم التقليدية، وأقيم بمنطقة أقنار نحو 10 كلم من عاصمة الأهقار مخيما آخر، سيكون المسرح الرئيسي لاحتضان مختلف الأنشطة التي ستقام على الهواء الطلق على مدار أسبوع ومن بينها الحفلات الفلكلورية، وسيضمّ هذا المخيم مجموعة من الخيم لاستقبال الزوّار الوافدين لاستكشاف هذا المهرجان، الذين جاؤوا خصيصا للتعرّف على مختلف فنون وثقافات الدول المشاركة. كما برمجت ثلاثة ورشات، خصّصت الأولى منها لتعليم لغة ''التيفيناغ'' للأطفال، أمّا الورشة الثانية فمخصّصة لعلوم الفلك، حيث سيقام ضمن هذه الورشة معرض خاص بالمعدّات والأجهزة التي تستعمل في رؤية النجوم، وسيتسنى للحاضرين إمكانية مشاهدة النجوم باستعمال هذه الأجهزة، في حين تتناول الورشة الثالثة مسألة سرد التاريخ. وسيتم ضمن هذا الموعد الثقافي الدولي، الإعلان عن الفائزين في مسابقة كتابة القصة والأسطورة القديمة، والتي شهدت مشاركة أكثر من 70 مشاركا بمختلف اللغات العربية، الفرنسية والأمازيغية.