استيقظ صباح أمس، سكان قسنطينة على تساقط كميات من الثلوج لم تشهدها الولاية من قبل، حيث بدت كل مناطق عاصمة الشرق بما فيها المنخفضة جدا بيضاء، وقد تجاوز سمك الثلوج المترين بأعالي جبل الوحش، حيث عادت المعاناة من جديد لسكان الكاف لكحل المعزولين. وبدت أمس قسنطينة مشلولة كليا خاصة في الفترة الصباحية، حيث بقيت أبواب كل المرافق العمومية والمؤسسات كالبنوك وبريد الجزائر وكل المديريات التنفيذية ومقرات بلديات مغلقة، كما توقفت حركة السير كون أغلب الطرق الولائية والوطنية بقيت مغلقة إلى غاية منتصف النهار، حيث تمكنت مصالح البلديات ومدير الأشغال العمومية من فتح مسالك ضرورية كالطريق الوطني رقم 27 الرابط بين قسنطينة وجيجل وكذا الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين قسنطينة وعنابة. وفضل الموظفون والعمال عدم التنقل إلى أماكن عملهم، وهو ما عطل مصالح مواطنين، خاصة على مستوى مقرات البلديات وبريد الجزائر، كما سجل صباح أمس انقطاع شبكة الأنترنت في عدة جهات من الولاية. الثلوج المتساقطة بكثافة قال عنها كبار السن إنهم لم يشهدوا مثيلا لها منذ “قرة 1946” أحدثت ثورة في مطار محمد بوضياف الدولي، حيث شن أهالي الأشخاص الذين كانوا ينتظرون منذ أول أمس رحلاتهم نحو البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة حركة احتجاجية عارمة، بسبب تأجيل رحلات العمرة الثلاث المقررة أمس من مطار قسنطينة، حيث بقت الطائرات جاثمة فوق الأرضية المغطاة بالثلوج. وأشار المدير الجهوي للخطوط الجوية الجزائرية في تصريح ل”الفجر” أمس أنه تم صباح أمس إلغاء كل الرحلات التي كانت مقررة في الصبيحة ومنها رحلة مارسيليا وكذا رحلة الجزائر العاصمة ولم يسمح بإقلاع أي طائرة حتى الواحدة زوالا بعد تدخل المصالح المختصة لإزاحة الثلوج وتهيئة الأرضية، حيث أقلعت طائرة كانت جاثمة منذ أمس بقسنطينة صوب عين أمناس وأخرى باتجاه باريس، كما قرر القائمون على المطار ورحلات العمرة السماح لثلاث طائرات تابعة للخطوط السعودية بالإقلاع أيضا.