دعا وزير الخارجية، مراد مدلسي، باماكو إلى الجلوس إلى طاولة الحوار مع أنصار المعارضة الازوادية، تجنبا لإراقة المزيد من الدماء وتواصل المعارك بالمناطق الشمالية المتاخمة للجزائر وتجنب حركات هجرة جماعية كتلك التي وقعت خلال الثمانينيات. وجاء تصريح وزير الخارجية، أمس، على هامش استقباله للوزير الصربي للاقتصاد والتنمية الجهوية، نبوجا سيريتش، الذي يؤدي زيارة عمل للجزائر، حيث قال مدلسي إن “علاقة الجزائر ببماكو متواصلة وهناك تعاون مستمر ونحرص على تعزيزه أكثر في ظل الظروف الراهنة في جميع المجالات، سيما وأن هناك تعاونا مشتركا في مجال مكافحة الإرهاب في الساحل”. وأوضح مدلسي موقف الجزائر فيما يتصل بقضية التوارق؛ حيث أكد أن الجزائر تعتبرهم مواطنين سواء كانوا في مالي أو النيجر أو مناطق اأخرى، وهي إشارة واضحة من الجزائر التي ترفض انتفاضة الأزواد وتعارض كل حركات التسلح الرامية للانفصال، ويكفي أن الجزائر كانت الفاعلة رقم واحد في إيقاف حركة التمرد الترقية التي قادها باهانغا، شمال المالي سنة 2006، وكررت المحاولة مع المعارضة الازوادية دون أن تكلل بنجاح بسبب تمسك هذه الأخيرة بالعمل المسلح. كما أكد مدلسي على أهمية الرجوع إلى الحل السلمي لتسوية الأوضاع بشمال مالي لأنها الحل الوحيد والمفيد لكلا الطرفين، مذكرا في هذا السياق بالدور الذي قامت به الجزائر خلال النزاع الذي نشب بين التوارق وباماكو سنة 2006 والثمار التي أعطتها جولات الحوار التي أشرفت عليها الجزائر وقتها. وعلى الرغم من رفض الازواد للحوار، إلا أن الجزائر شكلت خلية متابعة مكونة من وزارة الدفاع والخارجية والداخلية تتبع النزاع بشمال المالي، سيما وأن معارك تجري على مقربة من حدودها مع مالي، فضلا عن المساعدات الإنسانية والدعم الذي تقدمه للفارين من النزاع واللاجئين إلى الجزائر.