أعرب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن أمله في أن يحضر الرئيس السوري بشار الأسد أو من يمثله القمة العربية المقبلة في بغداد، إلا أنه شدد على أن العراق سيلتزم بقرار الجامعة العربية حيال مسألة الحضور هذه. وقال المالكي في مقابلة مسجلة مع قناة (الرشيد) الخاصة بثت مساء السبت ”نحن نسأل الجامعة العربية هل قرارها (...) بتعليق مشاركة سوريا هو فقط في (اجتماعات) الجامعة أم على مستوى القمة أيضا”. وأضاف: ”إذا كان فقط على مستوى المندوبين (في الجامعة) فنأمل حضور سوريا (القمة) سواء أكان على مستوى رئيس الجمهورية أو من يمثله”. وتدارك المالكي ”أما إذا كان القرار يقضي بتعليق كل المشاركات فنحن جزء من الجامعة العربية”. وقال ”نفضل أن تكون هناك مشاركة لأنها تفتح صفحة للحوار بعيدا عن التدخل وعن إثارة أجواء طائفية، وحيث أن لا مصلحة لأحد في أن يتدهور الوضع أكثر في سوريا”. ومن المقرر أن تعقد القمة العربية المقبلة في بغداد في 29 مارس. ومن جهة أخرى أعلنت مصر، أمس الأحد، استدعاء سفيرها لدى سوريا، في أحدث تحرك دبلوماسي عربي لتصعيد الضغوط على النظام السوري جراء حملة دموية أطلقها لقمع احتجاجات مناهضة له. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، عمرو رشدي، إن القرار اتخذ بعد استقبال وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، للسفير المصري لدى سوريا، شوقي إسماعيل، بحسب ما نقل موقع أخبار مصر عن وكالة أنباء الشرق الأوسط.وذكر رشدي بأنه تقرر إبقاء السفير في القاهرة حتى إشعار آخر. وكان وزير الخارجية المصري قد أشار إلى إمكانية سحب السفير في أي وقت، لافتاً إلى أن إبقاءه هناك كان لجعله مصدراً موثوقاً للوزارة عن ”تفاصيل الحقيقة على أرض الواقع”، طبقاً للمصدر. ويأتي التحرك المصري في سياق تحركات لتصعيد ضغوط دبلوماسية على الرئيس السوري، بشار الأسد، بسبب قمع دموي أطلقه لاجتثاث انتفاضة شعبية تطالب بالتغيير. كما يأتي بعد أقل من أسبوعين من طرد ليبيا لطاقم السفارة السورية في طرابلس، لتنضم بذلك إلى عدد من الدول العربية والأجنبية التي قامت بطرد الدبلوماسيين السوريين لديها، كما سحبت سفرائها من دمشق، احتجاجاً على أعمال القتل الجارية في سوريا. يُذكر أن دول مجلس التعاون الخليجي كانت قد بادرت من قبل لاستدعاء سفرائها من سوريا، وطلبت من جميع سفراء النظام السوري، مغادرة أراضيها ”بشكل فوري”. وجاء التحرك العربي بعد قليل من إغلاق وزارة الخارجية الأمريكية سفارتها في دمشق وسحب طاقمها الدبلوماسي، بينما استدعت لندن سفيرها للتشاور، هو نفس الإجراء الذي قامت به دول أوروبية أخرى.