شركات التأمين ستدفع الملايير للفلاحين وأصحاب السيّارات المؤمّنين مقترحات لمراجعة آجال تسليم الورشات بسبب تأخرات اضطرارية
تجاوزت خسائر الخزينة العمومية، خلال الثلاثة أسابيع الماضية، 1 مليار دولار بفعل توقف الخدمات وشلل الطرقات وتعطل شبكات النقل الجوي والبري والبحري وتجمّد ورشات العمل وانقطاعات الكهرباء والغاز ووسائل الاتصال، في حين كان قطاع الفلاحة الأكثر تضررا نتيجة تلف المنتوجات وفساد المحاصيل بفعل البرد والانخفاض الشديد لدرجة الحرارة. كشف الخبير الاقتصادي، عبد المالك مبارك سراي، عن خسائر تجاوزت مليار دولار في خزينة الدولة خلال الأسابيع المنصرمة بفعل العاصفة الثلجية وموجة البرد التي شهدتها معظم ولايات الشمال والشرق طيلة الأيام الماضية، ومن المنتظر أن تعود بداية من اليوم عبر عدد كبير من الولايات، وهو ما يعادل 100 مليار دج، أي 10 آلاف مليار سنتيم، مشيرا إلى أن قطاع النقل الجوي والبري هو الذي حظي بأكبر جزء من الخسائر. وأضاف سراي، في لقاء مع ”الفجر”، أن توقف حركة القطارات والحافلات وحتى السيارات وانقطاع النقل العمومي والخاص، إضافة إلى إلغاء اضطراري للرحلات الجوية عبر مجمل شركات الطيران وتأجيلها إلى غاية استقرار الأجواء وتوقف طرق وطنية وولائية، كلف الخزينة العمومية خسائر باهضة، في حين شدّد على أن الفلاحين هم أيضا تعرّضوا إلى خسائر بالملايير نتيجة تلف المنتوج وغرق المحاصيل، وهو ما سيضطر شركات التأمين المتعاقدة معها، في مقدّمتها الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي إلى دفع فواتير جد باهضة للفلاحين المؤمّنين من خلال تعويضات تعادل 100 بالمائة. وأوضح الخبير الاقتصادي أن أكبر المدن المتضررة من الثلوج والعواصف التي شهدتها الجزائر خلال الفترة الماضية هي جيجل، سطيف، ميلة، برج بوعريريج، البيض ومعظم ولايات الشمال والوسط، حيث اضطرت الحكومة لفرض عدة تدخلات وتسخير إمكانيات مالية وبشرية ضخمة لإسعاف المتضررين وتوفير الخدمات، وهو ما كلفها نفقات باهضة الثمن، مشدّدا في ذات السياق على أن هذه الخسائر ”عادية” وتم تسجيلها بمعظم دول العالم، في الوقت الذي أوضح أن خسائر الجزائر تعتبر أقل مقارنة مع الدول الأكثر تضررا بالعاصفة الثلجية. من جهة أخرى، قال سراي إن الخزينة العمومية ستدفع فواتير أكبر خلال الأشهر القادمة في حال استمرار الاضطرابات الجوية وعدم استقرار الوضع، لاسيما أن التقديرات الأولية توحي بارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية، في مقدمتها الخضر والفواكه، على مستوى الأسواق العالمية مع بداية فصل الربيع نتيجة تلف المنتوج بالدول الأوروبية بفعل الصقيع، وهو ما أشار إلى أن ذلك ستكون له انعكاسات على السوق الوطنية التي تعتمد بشكل ملفت للانتباه على الواردات لتغطية احتياجات المواطنين. وفي هذا الإطار دعا ذات المتحدث السلطات إلى اغتنام الفرصة لتقليل فاتورة الواردات من خلال الاعتماد على المنتوج المحلي بدل الإنتاج المصنّع في الخارج، وهو ما شدّد على أنه سيكون عاملا رئيسيا في تقدّم الصناعة الوطنية وترقية الاقتصاد الجزائري. إيمان كيموش الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي ل”الفجر”: الثلوج سمحت بتخزين احتياطي مياه كافٍ لسد احتياجات الجزائريين طيلة 7 سنوات أوضح الخبير الاقتصادي، عبد المالك مبارك سراي، أن الأمطار والثلوج المتهاطلة خلال الأسابيع الماضية ستسمح بضمان احتياطي ضخم من الماء يفي بسد احتياجات الجزائريين والفلاحين طيلة ال 7 سنوات القادمة. وقال سراي، في تصريح ل ”الفجر”، إن الثلوج المتهاطلة رغم أنها تسببت ببعض المناطق في تلف المنتوج نتيجة الصقيع والدرجات المنخفضة للحرارة، إلا أنها من جهة أخرى تبشّر بموسم فلاحي ناجح بنسبة 100 بالمائة نتيجة ارتفاع نسبة المغياثية وارتواء الزرع، وهو ما سيجعل الإنتاج مرتقب بكميات وفيرة هذه السنة. وفي سياق ذي صلة، أوضح محدّثنا أن التهاطل الشديد للأمطار سيتسبب في تخزين مياه جوفية وخلق آبار جديدة كافية لسد احتياجات الشرب والري بالنسبة للفلاحين طيلة السبع سنوات القادمة، وهو ما يتطلب ضرورة استغلال هذه المياه ما من شأنه أن يقي الجزائر من خطر الجفاف وأزمة العطش.