تم، مؤخرا، بولاية سوق أهراس جرد وتوثيق 60 موقعا ومعلما أثريا لم يكن معروفا في السابق، حسب ما أكده أحد الباحثين بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار بالجزائر. واستنادا لذات المصدر، فإن هذه العملية التي تقوم بها بعثة أثرية مشتركة جزائرية-إيطالية، وهذا منذ عدة أشهر وتضم 15 مختصا في علم الآثار، تدخل في إطار إنجاز مشروع مشترك بين المركز الوطني للبحث في علم الآثار (الجزائر) وجامعة تورانتو (إيطاليا)، وذلك بهدف إعداد الخريطة الأثرية للشرق الجزائري. وهي العملية التي تعتبر بمثابة استئناف للأعمال المنجزة منذ العام 2009 بهذه الولاية الأثرية والحدودية. وقامت هذه البعثة الأثرية الجزائرية-الإيطالية، بعمليات جرد وتوثيق بكل من مناطق أولاد إدريس ومداوروش وتاورة والدريعة، بحسب رئيس هذه البعثة الذي أضاف بأن أغلب الاكتشافات عبارة عن ضيعات ريفية تضم إقامة “سيد الضيعة” ومعاصر للزيتون، فضلا عن أبراج مراقبة تعود إلى الفترة البيزنطية تم اكتشافها في إطار هذا المشروع المشترك بعين جمعة بالقرب من مدينة تاورة. واعتمد في إجراء عمليات الجرد والتوثيق تطبيق واستعمال وسائل تكنولوجية جديدة في البحث والتحري الأثري على غرار الرفع الرقمي واستعمال النظام الإعلامي الجغرافي SIG ووضع إحداثيات كل موقع وكل معْلم بواسطة نظام التموقع الجغرافي. كما يشمل استعمال هذه التكنولوجيات الجديدة تقنيات أثرية عن طريق الفوتوغرامترية، فضلا عن البحث بآلة جوفيزيائية عمّا هو مغمور ومخزون تحت الأرض دون اللجوء إلى القيام بحفريات، وبالتالي وضع بنك للمعطيات المستقاة ميدانيا، حسبما أضافه رئيس هذه البعثة. ومن شأن إعداد وإنجاز هذه الخريطة استكمال ما جاء فيما يعرف ب”الأطلس الأركيولوجي” ل”ستيفان غزال” الذي تم نشره في الفترة ما بين 1902 -1911، كما ستسهم حسب الأخصائيين في جرد وإحصاء عديد المواقع التي لا تزال مجهولة ومغمورة تحت الأرض بولاية سوق أهراس ومنع تهريب الآثار عبر الحدود. للإشارة، فإن طاقم هذه البعثة يضم مختصين في علم الآثار القديمة تعود إلى فترة ما قبل التاريخ ومختصين جزائريين في الفخاريات، فضلا عن مختصين في علم الآثار القديمة ومختص في التكنولوجيات الحديثة المطبقة في علم الآثار عن الطرف الإيطالي، إلى جانب طالبين اثنين من جامعتي كل من الجزائر العاصمة وقسنطين. ويذكر أن هذا المشروع انطلق فيه بولاية الطارف سنة 2003، حيث تم على مدار 6 سنوات جرد وإحصاء 330 موقعا غير معروف، وذلك بفضل تقنيات جد متطورة.