قدم المركز الوطني للبحث في علم الآثار، أول أمس، حوصلة عن أشغال البحث الذي اجري سنة 2009 وذلك خلال يوم دراسي تم تنظيمه بمقر الهيئة بمناسبة إحياء شهر التراث. وقد تمحورت المحاضرة الأولى حول الأشغال التي تندرج ضمن إعداد الخريطة الخاصة بعلم الآثار على مستوى الشرق الجزائري الذي انطلق مشروعها سنة .2003 وتتمثل الأشغال التي قام بها فريق علماء الآثار من المركز الوطني للبحث في علم الآثار وباحثون من جامعة ترينتو (إيطاليا) في تحديد وجرد جميع التحف والمواقع الأثرية وأخذ صور وعينات عن كل مادة أثرية. وقد تم خلال هذه العملية تحديد 18 موقعا بولاية الطارف وتسعة بولاية سوق أهراس. في ولاية الطارف مثلا تم اكتشاف دولمانات على مستوى منطقة الشفرة ومعصرة محفورة في الصخر وكتابات قديمة، فيما تم الكشف عن ضيعة محصنة بمنطقة الزيتونة فضلا عن معصرات محفورة كذلك في الصخر. أما في ولاية سوق أهراس فقد تم تحقيق اكتشافات بمنطقة أولاد إدريس تتمثل في مسكن وجزء من حمامات وبقصر لعطاش مجموعة من معصرات الزيتون وحمامات وصهريج بطوابق. وتتضمن نتائج الاكتشافات خلال الحملات التي جرت سنوات 2003 و2004 و2005 و2006 و2009 والتي دامت في المجموع تسعة اشهر، ما مجموعه 282 ضيعة و455 معصرة وألف ومائة أداة خاصة بالمعصرات و43 تاج أعمدة ذات أشكال منحرفة و242 نصب. وقد تركزت حملة البعثة الأثرية الخاصة بلامباز (تازولت ولاية باتنة) حول محورين أساسيين للبحث واحد على مستوى المدينة الأثرية القديمة من خلال الاستكشاف الجيوفيزيائي والآخر على مستوى مرقد النمرة بمواصلة الحفريات. كما أشار المختص في علم الآثار المشارك في المشروع إلى أن ''عملية الحفر سمحت بإعادة التهيئة المعمارية لهذا الموقع الأثري الذي يتميز بطابع خاص إلى جانب استكمال دراسة حول فسيفساء الجزائر''، مبرزا بذلك ثراء منقوشات موقع ''لامباز'' وكذا طريقة بناء وزخرفة ''مرقد النمرة''. وأوضح مسير مشروع ''التشخيص الأثري بساحة الشهداء'' أن هذه العملية تهدف إلى تقييم الإمكانات الأثرية بموقع مشروع محطة الميترو مع توضيح تاريخ وحالة الحفاظ على الآثار المتواجدة بباطن الأرض''.