كشف الأستاذ كمال مداد الباحث بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار بالجزائر أنه تم لحد الآن جرد وتوثيق 60 موقعا ومعلما أثريا غير معروف عبر ولاية سوق أهراس . وقال الأستاذ مداد أن هذه العملية التي تقوم بها منذ سبتمبر الأخير بعثة أثرية مشتركة جزائرية-إيطالية تضم 15 مختصا في الآثار تندرج في إطار مشروع مشترك بين المركز الوطني للبحث في علم الآثاربالجزائر وجامعة ترانت يإيطاليا وذلك قصد إعداد الخريطة الأثرية للشرق الجزائري وهي العملية التي اعتبرها بمثابة استئناف للأعمال المنجزة منذ العام 2009 بولاية سوق أهراس. وقامت هذه البعثة الأثرية الجزائرية-الإيطالية بعمليات جرد وتوثيق بكل من مناطق أولاد إدريس ومداوروش وتاورة والدريعة حسب ما أفاد رئيس هذه البعثة الذي أضاف بأن أغلب الاكتشافات عبارة عن ضيعات ريفية تضم إقامة سيد الضيعة ومعاصر للزيتون فضلا عن أبراج مراقبة تعود إلى الفترة البيزنطية تم اكتشافها في إطار هذا المشروع المشترك بعين جمعة بالقرب من مدينة تاورة. واعتمد في إجراء عمليات الجرد والتوثيق تطبيق واستعمال وسائل تكنولوجية جديدة في البحث والتحري الأثري على غرار الرفع الرقمي واستعمال النظام الإعلامي الجغرافي و وضع إحداثيات كل موقع وكل معلم بواسطة نظام التموقع الجغرافي. ويشمل استعمال هذه التكنولوجيات الجديدة تقنيات أثرية عن طريق الفوتوغرامترية فضلا عن البحث بآلة جوفيزيائية عن ما هو مغمور ومخزون تحت الأرض دون اللجوء إلى القيام بحفريات وبالتالي وضع بنك للمعطيات المستقاة ميدانيا حسب ما أضافه رئيس هذه البعثة. وأشار ذات المصدر إلى أن أعضاء البعثة المشتركة الجزائرية-الإيطالية سيواصلون مهمتهم إلى غاية مطلع الأسبوع المقبل بهذه الولاية موضحا بأن هؤلاء الأعضاء فوجؤوا بالثراء الأثري والكنوز المغمورة والمخفية التي تستحوذ عليها طاغست موطن سانت أوغستين. ومن شأن إعداد وإنجاز هذه الخريطة استكمال ما جاء فيما يعرف ب«الأطلس الأركيولوجي” ل«ستيفان غزال” الذي تم نشره في الفترة ما بين 1902 و -1911 كما ستسهم دون شك في جرد وإحصاء عديد المواقع التي لا تزال مجهولة ومغمورة تحت الأرض بولاية سوق أهراس ومنع تهريب الآثار عبر الحدود. و للإشارة فإن طاقم هذه البعثة يضم مختصين في علم الآثار القديمة تعود إلى فترة ما قبل التاريخ ومختصين جزائريين في الفخاريات فضلا عن مختصين في علم الآثار القديمة ومختص في التكنولوجيات الحديثة المطبقة في علم الآثار عن الطرف الإيطالي إلى جانب طالبين اثنين من جامعتي كل من الجزائر العاصمة وقسنطينة. و يذكر أن هذا المشروع شرع فيه بولاية الطارف سنة 2003 حيث تم على مدار 6 سنوات جرد وإحصاء 330 موقعا غير معروف وذلك بفضل تقنيات جد متطورة.