ذكرتني زيارة هيلاري كلينتون اليوم إلى بلادنا بقصيدة فؤاد نجم الشهيرة والتي غناها الشيخ إمام "شرفت يا نيكسون بابا يا بتاع الووتر غيت عملولك قيمة وسيمة سلاطين الفول والزيت".. كلينتون جاءت بعد إشاعة مقاطعتها لزيارة الجزائر بسبب موقفها من القضية السورية ويبدو أن اختيار تاريخ الزيارة لم يكن اعتباطيا فهو يأتي غداة "احتفالنا" بذكرى تأميم المحروقات وإن كان في الحقيقة لم يعد لنا من سبب للاحتفال بهذه الذكرى فالذي أممناه أمس بكثير من الشجاعة والفخر والغيرة على استقلالنا التام سلمناه اليوم لأمريكا صاغرين مقابل رضاها عنا والمصيبة أن أمريكا لم ولن ترضى وهي تزداد يوميا شراهة لثروات الوطن العربي التي سخرت من أجلها كل قواها وهي تقوم من أجل ذلك بالانقلابات تحت مسمى الربيع العربي لتضع أنظمة طوع بنانها أنظمة تكون رهن إشارة البيت الأبيض أكثر مما كانت قبلها الأنظمة الفاسدة. كلينتون تعرج اليوم على بلادنا لتذكر سلطاتنا بخيارات البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة وتوري لنا العين الحمراء "ها هي عيني إن أنتم حاولتم إقصاء الإسلاميين من الوصول إلى الحكم". لا أدري من هو الزعيم الإسلامي الذي وقع عليه اختيار البيت الأبيض إن كان جاب الله الذي لم يتلوث بالحكم أو شخصية أخرى ؟ لكن الأكيد أن الدرس الأمريكي وصل مسامع حكامنا وقد فهموا جيدا الرسالة حتى قبل أن تطأ أقدام عجوز الشؤم ترابنا والدليل ما جاء في خطاب الرئيس أول أمس من مدينة أرزيو التي كانت فيما مضى فخر صناعتنا النفطية قبل أن يرهن استقلالنا وتسلب حريتنا فهو عندما يؤكد على ضرورة الذهاب الى الصناديق والانتخاب حتى لا تفشل التشريعيات ويشكك في مصداقيتها وحتى لا تعطى فرصة للخارج للتدخل إنما هو يتحدث هنا عن عين هيلاري الحمراء. لا أهلا ولا سهلا هيلاري فأمريكا أمس هي أمريكا اليوم لا خير فيها لغير شعبها فالديمقراطية هي آخر أمنية تتمناها للشعوب العربية التي من سوء حظها تقطن فوق أكبر نسبة من مخزون النفط العالمي الذي ترى أمريكا أنه نفطها والثروات ثرواتها ومستعدة لتخوض كل الحروب لتنفرد به لخير أبنائها والدليل الانتخابات الأخيرة التي جرت في اليمن للتصويت على رئيس جمهورية بمرشح واحد ومع ذلك باركها باراك أوباما وهل هناك من انتخابات نزيهة وديمقراطية بمرشح واحد ؟؟