منحت ثورات الربيع العربي فرصة لتاء التأنيث كي تلتحق بسباق الرئاسيات، ففي مصر التي من المقرر أن تشهد يوم 23 ماي القادم حلقة جديدة من حلقات التغيير بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، تستعد المرأة المصرية لأول مرة في التاريخ لتنافس الرجل على مقعد رئيس الجمهورية. المرشّحة بثينة كمال: ”الشعب يتغير وأنا مؤمنة بالفوز” تتقدم مرشحات الرئاسة في مصر، المرشحة المحتملة بثينة كمال التي أوضحت ل”الفجر” أن مسألة ترشح المرأة في مصر والعالم العربي تظل شائكة رغم أنها اليوم واقع معاش. هل سيعود عهد كيلوباترا إلى مصر؟.. حول السؤال الذي قررت رسم أول ملامح الإجابة له، المرشحات المحتملات لرئاسة مصر من خلال خوض غمار الانتخابات رغم التحديات الكبيرة وسط ما يشبه الإجماع السياسي الداخلي والخارجي الذي يؤكد أن حظوظ المرأة في تولي الحكم تظل ضعيفة، حيث يرتبط الأمر بمدى قناعة الشعوب العربية في قبول الفكرة التي لم تجد اعتراض حتى من أقصى التيارات الإسلامية المعروفة بتشددها. وتقول الإعلامية والناشط المصرية البارزة بثينة كمال البالغة من العمر 50 سنة والمرشحة المحتملة لرئاسة مصر، أنها تعتمد على قوة الشباب الذين صنعوا ”ُثورة 25 يناير” في دعم مسيرتها نحو الرئاسة، وتؤكد الإعلامية بثينة أن روح الثورة سوف تقود شباب ميدان التحرير للحرص على أن لا تضيع ثورتهم، مؤكدة أنها تعتبر سباق الرئاسيات مسألة حياة أوموت وقالت: ”أنا مؤمنة بالفوز وقللت بثينة كامل من تشكيك البعض من إمكانية منافستها للمرشحين الرجال”. وقالت إن الشعب المصري تغير اليوم بعد الثورة المصرية وأصبحوا أكثر إيمانا من قبل بتحقيق مكاسب ديمقراطية ظلت لعقود تعد مستحيلة لهذا فهي تقول: ”أنا مؤمنة بالفوز بالانتخابات ولولا أنني مؤمنة بذلك لما ترشحت”. واعتبرت بثينة أن تقليل الخبراء من حظوظ المرأة في تولي الرئاسة أمر مبالغ فيه ولا يمت للإسلام بصلة على حد قولها، وأضافت: ”الإسلام يضمن للمرأة مكانة هامة عبر التاريخ ولا يجوز التقليل منها، وأنا سأقوم بدوري تجاه الوطن على أكمل وجه في جميع الحالات”. المرشّحة الدكتورة منى البرنس: ”كسر نمطية التفكير الاجتماعي السائد” من جهتها، أكدت الدكتورة منى البرنس المرشحة المحتملة لرئاسة الجمهورية العربية المصرية، في تصريحات ل”الفجر”، أن المرأة المصرية كان لها دور كبير في ”ثورة 25 يناير” التي أطاحت بنظام مبارك وقالت منى: ”المرأة كانت حاضرة وبقوة في الثورة وقد نزلت مثلها مثل الرجل وبكافة خبراتها تستطيع المنافسة مع الرجل”. وأشارت الدكتورة منى البالغة من العمر 41 سنة المحسوبة على الوسط الإبداعي والثقافي نظرا لاهتماماتها الأدبية والثقافية أن قدرة المرأة على المنافسة على منافسة الرجل ليست مشكلة في حد ذاتها، وإن المشكلة بحسب الرواية المصرية، تكمن في طبيعة المجتمع المصري الذكوري والأبوي الطابع كما توضح منى، وأن الهدف الرئيسي من ترشحها لرئاسة مصر هو كسر نمطية التفكير الاجتماعي السائد. وقالت منى: ”الفكرة الأساسية من إعلان ترشحي هو الخروج من القوقعة الاجتماعية وكسر الحواجز السلبية”، وأضافت: ”ربما لا أتمكن من تحقيق رؤيتي هذه الدورة. لكني علي يقين أن ما أبدأه اليوم سوف يأتي بثماره في يوم ما ليس ببعيد. وإنني بدخولي مجال العمل العام أمهد الأرض وأحرث التربة لغيري من الشباب والشابات ليقدمن أفضل ما لديهن لخدمة الشعب المصري والارتقاء بمصر”. وعن طبيعة وشكل الدولة المصرية وفق أجندتها الانتخابية قالت: ”أهدف إيحاء مشروع مصر الحضارة الفرعونية من خلال اتخاذ العلم كمنهج حياة وإدارة إضافة إلى الخيال الذي انطلق من بعد الثورة ممثلا في فنون مختلفة، ويمكن استخدامه لإيجاد حلول لا تخطر على بال العقليات التقليدية. والشباب قادر على ذلك”. وعن نسبة حظوظها بالفوز وسط ارتفاع مؤشرات التحالفات لاسيما بين الإخوان والمجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد في مصر حاليا، ويرجح الخبراء أنه سيلعب دور كبير في تحديد الرئيس القادم، علقت الدكتورة منى: ”الفئة التي أحتاج إلى العمل معها والتي بإمكانها تأييدي هي فئة الشباب والنساء. الكثير منهم يشعر بأنه تم تهميشنا بعد الثورة”، وأضافت: ”رغم أن الشباب والنساء لديهم الحماس والطاقة والرغبة الحقيقية في العمل والإنجاز. كل تلك التحالفات قائمة على المصالح المشتركة، وعندما يكون هناك خلاف تتبدل التحالفات. رهاني علي الشعب المصري خاصة الشباب الذي فاجأني تماما بثورة لم نكن نحلم بها”. تأتي هذه الآمال التي تحملها المرأة المصرية، فيما أعلن محمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب، أمس، أن السبت المقبل سيتم فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وبعدها بقليل سيتم إجراء الانتخابات، وهو الموعد الذي يتزامن مع احتفال العالم بعيد المرأة. وقال الكتاتني: إنه سيتم انتخاب الجمعية التأسيسية من قبل أعضاء مجلسي الشعب والشورى لتضعه في موعد غايته 6 أشهر من تاريخ تسجيلها، وسيطرح خلال 15 يوما من إنشائه على الشعب للاستفتاء، على أن يتم العمل به من تاريخ إعلان موافقة الشعب عليه. وأكد - في اجتماع مجلسي الشعب والشورى لاختيار الجمعية التأسيسية الذي عقد اليوم السبت في قاعة المؤتمرات - أن ”اجتماع اليوم أهم خطوة على طريق بناء المؤسسات الديمقراطية ورسالة إلى شعب مصر ليطمئن على ثورته وأن نتائجها وإنجازاتها تتوالى ويؤكد للعالم أن مصر مستمرة في طريق الديمقراطية والحرية”. هذا وأعلن المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر، أن انتخابات الرئاسة ستجرى يومي 23 و24 ماي المقبل.