ساركوزي يحدث انتشارا دبلوماسيا ببلدان شمال إفريقيا بعد أيام قليلة من انفراد “الفجر” بنشر خبر إنهاء مهام سفير فرنسابالجزائر غزافيي دريانكور، كشفت مصادر مطلعة من داخل قنصلية فرنسا بعنابة، أن الرئيس الفرنسي المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، نيكولا ساركوزي، وافق على تعيين أندري بارانت، نائب المستشار الأعلى لساركوزي، سفيرا جديدا لفرنسا في الجزائر. وافق ساركوزي، خلال الأيام الماضية على جملة من التعيينات في السلك الدبلوماسي الفرنسي، تهدف بالخصوص إلى تعزيز التواجد الدبلوماسي الفرنسي في بلدان إفريقيا الشمالية، في إطار خطة انتشار دبلوماسي يرمي إلى التكيف والاطلاع على المستجدات والتغيرات التي تشهدها المنطقة المقبلة على تحولات سياسية عميقة خاصة الجزائر. ومن ضمن القرارات المتخذة في هذا الشأن، كشفت مصادر “الفجر” أن الرئيس ساركوزي حرص على أن يكون السفراء الجدد ببلدان شمال إفريقيا من مستشاريه الخاصين العاملين معه في قصر الإليزي، منهم أندري بارانت، نائب المستشار الأعلى لساركوزي، الذي تم تعيينه سفيرا جديدا لفرنسا في الجزائر خلفا لغزافيي دريانكور، الذي سيغادر منصبه، خلال الأيام المقبلة، ليتولى منصبا رفيعا في الدبلوماسية الفرنسية بالإليزي. كما تم من جهة أخرى تعيين السيد جان فيليكس باغانوت، سفير فرنسا الحالي بجنوب إفريقيا، في منصب مدير قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط، خلفا للسيد فرانسوا تيبو الذي عين سفيرا لفرنسا بالرباط. وستشمل التغيرات المرتقبة أيضا عددا من القناصلة العامين العاملين بالجزائر وتونس والمغرب، حيث ينتظر أن يتم، خلال الأشهر المقبلة، تعيين قنصل عام جديد بقنصلية فرنسا بعنابة خلفا لويليام بينال، الذي سيغادر منصبه في الفاتح من سبتمبر المقبل، بطلب منه بعد تقدمه بطلب حقه في التقاعد. وتسعى الحكومة الفرنسية من خلال هذا التواجد الدبلوماسي الكثيف في بلدان شمال إفريقيا إلى التقرب أكثر من الواقع السياسي الجديد الذي طرأ وسيطرأ على بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في الجزائر، التي ستحتفل بخمسينية الاستقلال في جولية المقبل، وكذا التغيرات السياسية المماثلة المرتقبة مستقبلا بتونس والمغرب وليبيا، عقب بروز الأحزاب الإسلامية في انتخابات مجالسها التأسيسية. كما ينتظر من السفير الجديد بالجزائر، أندري بارانت، تذليل الكثير من العقبات والقضايا العالقة بين الجزائروفرنسا والتي كانت تحول في كل مرة دون الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستويات رفيعة، خاصة منها الملفات التي أثارت جدلا مؤخرا، منها قضية توقيف الدبلوماسي حساني بفرنسا، ملف رهبان تيبحيرين وسياسة فرنسا في مكافحة إرهاب القاعدة بالساحل، والتي أثارت الكثير من الاتتقادات من طرف الجزائر التي اتهمت فرنسا في عدة مرات بمكافأة الإرهابيين بدفع الفدية لإطلاق سراح الرهائن الفرنسيين بدل التعاون مع الجزائر لمكافحة الإرهاب بشكل قانوني وفعال.
