الحيلة في ترك الحيل يا سي بلخادم، والانتخابات النزيهة والناجحة تبدأ بنزاهة القوائم، ليس فقط فيمن يتصدرها بل أيضا في الطريقة التي يعلن بها عنها، وتمكين المناضلين من الطعن فيها، لأن الترشيحات هي مسؤولية نضالية، هذا إذا كان الحزب يسير داخليا ديمقراطيا. بلخادم اختار ساعة الصفر من هذا اليوم 26 مارس، ليفصح عن قوائم ترشيحات الأفالان، وهذا لتكون أمرا لا رجعة فيه، لانقضاء الآجال القانونية، وتفرض بالتالي الأسماء التي اختارها بلخادم على الناخبين وعلى المناضلين. في الحقيقة هذه الممارسات ليست بالغريبة عن الجبهة العتيدة، بل هي من أبدعت والآخرون طبقوا، وكل المساوئ المعروفة في النضال السياسي في الجزائر هي من إبداع الأفالان، لكن بلخادم زاد تفننا فيها. في أمريكا وعند كل موعد انتخابي يعرف الأمريكيون بل يعرف العالم كله، ونعرف نحن هنا، كل المرشحين الأمريكيين عن الحزب الديمقراطي مثل الجمهوري عن كل ولاية، حتى قبل انطلاق حملاتهم الانتخابية، لكن نجهل تمام الجهل ما يدور في سوق بلخادم الانتخابي، باستثناء التسريبات التي تأتي من هنا وهناك، وكلها لا تسر القلب، لأنها لا تمت للنضال ولا للأساليب الديمقراطية في شيء، بل بالعكس تؤكد بل تكرس الاعتقاد السائد أن الديمقراطية أخطأت طريقها إلى الأحزاب الجزائرية، التي في أغلبها نسخة مستنسخة من الحزب العتيد، تكاثرت كالفطر لما يئس أصحابها الوصول إلى السلطة ما دامت فيلة الأفالان على قيد الحياة. فهل تصرف مثل هذا من قبل الأفالان أو غير الأفالان يجعل المواطن يثق في نزاهة اللعبة الانتخابية، التي لن تكون في الحقيقة إلا تحصيل حاصل، لأن الناخب يجد نفسه مجبرا على أكل الطبق الوحيد الذي أعده بلخادم بكيفيته. نجاح الانتخاب لن يكون فقط بالذهاب بقوة إلى الصناديق، بل باختيار مرشحين أكفاء نزهاء يثق فيهم الناخب، فالرهان اليوم هو رهان على استعادة ثقة المواطن في المؤسسات، الثقة المفقودة التي أدت إلى إفشال كل المساعي الإيجابية التي حاولت السلطة تحقيقها، لأن الهوة سحيقة جدا، ولن تعود إلا باختيار ممثلين حقيقيين في المجالس المنتخبة، خاصة في المجالس البلدية التي لها علاقة مباشرة بالناخب المواطن.