تطورت أمس الأوضاع وعرفت تصعيدا خطيرا ببلدية الشرفة بعنابة، حيث أسفرت المواجهات الدامية بين عناصر الدرك وطالبي السكن الريفي عن إصابة 10 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة وقد تم نقلهم من طرف عناصر الحماية المدنية إلى مستشفى عين الباردة لتلقي العلاج الفوري، فيما قدمت الإسعافات الأولية لأربعة أشخاص آخرين حاولوا الانتحار بالبنزين، بعد أن تسللوا إلى أعلى مبنى البلدية التي طوقت بعناصر الأمن، لاحتواء الفوضى والغليان الشعبي بالإضافة إلى إقدام شخص آخر من المحتجين على طعن جسده بواسطة خنجر، أدى إلى إغمائه قبل تحويله إلى المستشفى. أقدم أمس طالبو السكن الريفي بالشرفة بعنابة على غلق مقر البلدية ومنع الموظفين من الدخول إلى مقر عملهم، تنديدا بإقصائهم من أحقية الاستفادة من برامج السكن الريفي والتي وزعت على”معارف المير”، وهو الأمر الذي لم يهضمه سكان البناءات الهشة، خاصة سكان الأحياء الفوضوية منها لعبيدي محمد وعزيزي أحمد. وطالب المحتجون بضرورة فتح تحقيق في ملابسات القائمة التي تم الإعلان عنها من طرف المصالح البلدية والتي تخص عمليات الترميم بالإضافة إلى الاستفادة من حصة السكنات الريفية، لأن “أغلب الأسماء التي تم إدراجها في قائمة المستفيدين من عمليات الدعم والحصص السكنية تقطن خارج البلدية وهناك من الموظفين ومعارف المير من كانوا قد استفادوا من هذه العملية فيما تم إسقاط أسماء العائلات البسيطة التي لها حق الاستفادة من مختلف برامج السكن الريفي وكذلك من عملية الترميم”. ولتوصيل انشغالاتهم للجهات المحلية، لم يجد طالبو السكن الريفي سوى الفوضى والاحتجاجات وسيلة لتحريك الوالي، الذي التزم بموقف “المتفرج ولم يكلف نفسه عناء التنقل لمعاينة الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها سكان الصفيح بالشرفة”، على حد قول المحتجين.