المحافظة السامية للاجئين أحصت 1500 متوفى السنة الماضية وجهت المنظمة الأمريكية “هيومن رايتس واتش” اتهامات مباشرة للقاعدة البحرية لحلف شمال الأطلسي، بنابولي، بأنها تسببت في وفاة 63 مهاجرا ضمنهم أطفال، بعرض البحر الأبيض المتوسط، كانوا فارين من ليبيا، حيث لم تهرع لإنقاذهم وتركتهم يواجهون مصير الموت. وتأسفت المنظمة في تقرير لها، تحصلت “الفجر” على نسخة منه، أمس، للطريقة التي تعامل بها الناتو مع هؤلاء المهاجرين، الفارين من جحيم الحرب في ليبيا، محملة إياه مسؤولية تلك المأساة الإنسانية، مشيرة إلى أن الحادثة ليست الأولى، بل سبق وأن سجلت حوادث مماثلة لمهاجرين غير شرعيين، خلفت في مجموعها ما يناهز 1500 حالة وفاة في عرض البحر الأبيض المتوسط السنة الماضية، حسب الإحصائيات التي قدمتها المحافظة السامية للاجئين بالأمم المتحدة. واستندت “هيومن رايتس واتش” في تقريرها إلى شهادات الأشخاص الناجين من الموت والمقدر عددهم بتسعة أشخاص، حيث أكدوا أنهم صرخوا بنداءات الاستغاثة لطائرة هليكوبتر كانت تحوم فوقهم، وباخرة حربية تابعة هي الأخرى للناتو، لكن لم تجد تلك الاستغاثات وتركوا يصارعون الموت، علما أن الزورق بقي في عرض البحر أسبوعين منذ إقلاعه يوم 26 مارس من السنة الماضية. وقد انضمت عدة جمعيات حقوقية دولية لحملة المطالبة بالحصول على توضيحات من طرف حلف الناتو والدول الأعضاء فيه حول تلك الحادثة المأساوية، ويتعلق الأمر بكل من الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، شبكة المهاجرين لأوروبا من إفريقيا، الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان. كما وجهت الجمعيات نسخا من الرسالة إلى وزراء الدفاع الفرنسي والبريطاني والإسباني والأمريكي وكذا الكندي. وتأسفت هيومن رايتس واتش من عدم إيلاء الناتو أية أهمية للأسئلة التي وجهت إليه حول الموضوع منذ شهر جويلية المنصرم، لتعيد تكرارها، ودعت المنظمة بالمناسبة لجنة المهاجرين في البرلمان الأوروبي لنشر نتائج التحقيق الذي أجرته حول الحراڤة والحوادث المأساوية بالمتوسط وتمكين الجميع من الاطلاع عليه، حيث من المنتظر أن تعلن عنه اللجنة اليوم. وشددت على أهمية أن لا تتركه حبيس جدران البرلمان الأوروبي.