اختتمت أمس بالعاصمة التونسية أشغال ندوة البرلمانيين العرب حول اللجوء والهجرة بالمصادقة على عدد من التوصيات في مقدمتها الدعوة إلى شراكة فاعلة بين البرلمان العربي الانتقالي والجامعة العربية ومفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين، كما شدد البرلمانيون المشاركون على عدم المساس بالحقوق الثابتة للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية العربية. مبعوثتنا إلى تونس: سميرة بن عودة حظي ملف اللاجئين الفلسطينيين والهجرة غير الشرعية باهتمام خاص من المشاركين في ندوة البرلمانيين العرب حول الهجرة واللجوء والذين يمثلون برلمانات 11 دولة عربية وإلى جانب أعضاء البرلمان العربي الانتقالي، وقد أكد عضو مجلس الأمة عن حزب جبهة التحرير الوطني عبد الله بوسنان الذي يقود الوفد البرلماني الجزائري ل"صوت الأحرار" على هامش أشغال جلسة الأمس أن الهدف من الندوة هو إطلاق مشروع تحديث الاتفاقية العربية للاجئين لسنة 1994 وتكييفها مع المستجدات الإقليمية والدولية في إطار التكليف المنصوص عليه في الإعلان الصادر عن الندوة الخاصة بقضايا اللجوء والنزوح والهجرة في شرم الشيخ في أكتوبر 2008 والتي شارك فيها أعضاء من البرلمان العربي الانتقالي. كما تناول بوسنان في مداخلة ألقاها في الندوة ظاهرة الهجرة في المنطقة العربية باتجاه الغرب الذي غاليا ما يكون الدول المستعمرة سابقا على غرار فرنسا التي تستقبل ما يقارب 5 ملايين مغاربي، نصفهم جزائريين، كما اعتبر المتدخل هجرة الأدمغة العربية باتجاه الغرب قد تحولت إلى ظاهرة استنزاف للكفاءات وأهم معوقات التنمية الشاملة التي تعتمد على التقنيات والتكنولوجيات في البلاد العربية، خاصة وأن الأرقام الرسمية مثلما يؤكد بوسنان تشير إلى أن 200 ألف إطار عربي غادروا أوطانهم في السنوات الأخيرة باتجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وأوروبا مما يدل من وجهة نظره إلى خطورة ظاهرة هجرة الأدمغة. إضافة إلى هجرة العقول فقد توقف ممثل الوفد البرلماني الجزائري مطولا عند الهجرة الجديدة والتي تحولت إلى شبح يتربص بالشباب لا سيما في الفترة الأخيرة وهي الهجرة غير الشرعية أو ما يعرف بالحراقة من خلال ركوب البحر في مغامرات غير محسوبة العواقب غالبا ما تكون نهايتها مأساوية، ودعا المتحدث إلى ضرورة تسليط الكثير من الضوء على هذه الظاهرة التي أصبحت تفتك بعشرات الشباب العربي يوميا نتيجة إصراره على رحلات الموت هذه بعدما اختصر جميع الحلول الممكنة لمشاكله المادية في حل واحد وحيد وهو الهجرة، وذكّر بوسنان بالتقرير الأخير لمركز الأرض لحقوق الإنسان الذي رصد تكرار حوادث غرق المهاجرين المصريين والجزائريين والمغاربة والتونسيين خلال رحلات عبورهم إلى أوروبا في القوارب، وهو ما دفع المركز آنف الذكر إلى دق ناقوس الخطر ومطالبة المسؤولين في دول ضفتي المتوسط بإعادة فتح ملف الهجرة غير الشرعية لاتخاذ خطوات عملية لمنعها أو الحد منها لوقف نزيف الموت والانتحار.