الجزائر تجدد رفضها للتدخل الأجنبي وتدعو جميع الأطراف إلى الحوار أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، خلال مؤتمر ”أصدقاء سوريا” المنعقد في اسطنبول أمس الأحد ”تخصيص رواتب ثابتة” لعناصر الجيش السوري الحر. وذكرت مصادر من المؤتمر أن دول الخليج هي التي ستتولى تمويل المجلس الانتقالي السوري بملايين الدولارات. كما أعلن ألان جوبيه، وزير خارجية فرنسا، عن اعتراف المؤتمر بالانتقالي السوري كمحاور رئيس وكشف عن مؤتمر آخر للأصدقاء بعد أسبوعين يعقد بباريس. قال غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ”سوف يتكفل المجلس بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر. ووفقا لمصادر من المؤتمر فإن ”دول الخليج العربي مستعدة لتقديم ملايين الدولارات إلى المجلس الوطني السوري المعارض لدفع رواتب الجنود الذين انشقّوا عن الجيش السوري للانضمام إلى الجيش السوري الحر المعارض”. وشدد حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وزير خارجية قطر، على أنه من الضروري التفكير في إرسال قوات عربية أممية مشتركة إلى سورية لحفظ السلام وإقامة مناطق آمنة على الأراضي السورية وتوفير كافة أشكال الدعم، بما فيها الإنسانية العاجلة، والارتقاء بأساليب الضغط السياسي والاقتصادي على النظام للانصياع لإرادة الشعب. وبدأت أشغال مؤتمر مجموعة ”أصدقاء سوريا”، أمس الأحد في مدينة اسطنبول التركية بحضور ممثلين عن 74 دولة بهدف وضع حد لأعمال العنف في سوريا وإيجاد حل للأزمة السورية. وشارك وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي في أشغال الاجتماع الثاني لمجموعة ”أصدقاء سوريا” الى جانب نظرائه من العديد من الدول العربية والاوروبية. حيث أكد مدلسي أمس الأحد باسطنبول أن مبادرة الجامعة العربية تبقى ”المرجع الرئيسي” لتسوية الأزمة السورية، مجددا موقف الجزائر الرافض لأي تدخل أجنبي في هذا البلد. وقال مدلسي في خطابه بمناسبة المؤتمر الثاني لأصدقاء سوريا: ”افترقنا في تونس على قناعة مشتركة هي ضرورة حل سياسي وعودة القوات العسكرية إلى معسكراتها طبقا لالتزامات الحكومة السورية في نوفمبر 2011 بموجب اتفاق مع الجامعة العربية التي تبقى مبادرتها في تسوية الازمة السورية مرجعا محوريا بالنسبة للجميع”. وأضاف أن النقاط الست لمبادرة كوفي عنان ”تشكل مرحلة جد هامة تهدف إلى الوقف الفوري لجميع أشكال العنف وإيصال المساعدات الإنسانية، كما يجب أن توفر شروط الحوار الشامل بين جميع الأطراف السورية”. واسترسل قائلا إن ”خيار الحل السياسي النهائي يعود لها وذلك في إطار احترام تطلعات الشعب السوري المشروعة واحترام سيادتها”. وحول المشاركة الجزائرية في المؤتمر، أكد أن الجزائر الحريصة على احترام القانون الدولي وهي عضو في اللجنة الوزارية للجامعة العربية حول سوريا ”كان يتعين عليها أن تكون حاضرة باسطنبول كما حضرت في تونس و ذلك من أجل تجديد أملها في أن تتوصل جميع الأطراف السورية سواء الحاضرة اليوم باسطنبول أو الغائبة إلى العمل معا على إيجاد حل سياسي دائم يبقى من صلاحيتها وحدها”. كما جدد رفض الجزائر على غرار أغلبية الدول لأي تدخل أجنبي أو تأزم من شأنه تشجيع العنف أيا كان مصدره”. أما الوفود الأخرى فهي ممثلة بمسؤولين دبلوماسيين كبار بالاضافة الى وفد من المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية أطياف المعارضة السورية. وتغيب روسيا والصين الداعمتان للنظام السوري عن المؤتمر وكانتا غابتا أيضا عن مؤتمر أصدقاء سوريا الأول الذي عقد في تونس في نهاية فيفري كما سيغيب الموفد الدولي الى سوريا كوفي عنان. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن مؤتمر أصدقاء سورية يعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض ك”محاور رئيسي”. وقال جوبيه للصحفيين على هامش مؤتمر ”أصدقاء سورية-2” البيان الختامي للمؤتمر يعترف بالمجلس الوطني السوري محاورا رئيسيا لنا، وندعو كافة القوى المعارضة الى لم شملها تحت رايته”. وذكر الوزير الفرنسي أيضا أن ”الدول الصديقة لسورية ستنشئ مجموعة تعمل على فرض عقوبات على النظام السوري”، على أن تجتمع في باريس خلال 15 يوما. وجاء في البيان الختامي لمؤتمر أصدقاء سورية دعم المؤتمر لخطة المبعوث الدولي كوفي عنان، كما نص على إجراءات إضافية لحماية الشعب السوري.