بدأ ممثلو أكثر من 70 دولة يوم الاحد في اسطنبول أشغال مؤتمر "أصدقاء سوريا" الثاني وسط اجماع على ضرورة تبني قرار وقف فوري للعنف و البدء في تطبيق آليات خطة كوفي عنان لتسوية الازمة السورية. وأكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي الذي يشارك الى جانب نظراءه من العديد من الدول العربية و الاوروبية معارضة بلاده لأي تدخل أجنبي في سوريا مشددا على أن مبادرة الجامعة العربية تعد "مرجعا مركزيا" في حل الازمة الأزمة السورية . وأضاف ا مدلسي أن سوريا أكدت موافقتها في 27 مارس لمقترحات كوفي عنان التي تتضمن ستة نقاط مشيرا الى أحد نقاطه التي يدعو من خلالها النظام السوري الى الوقف الفوري لاعمال العنف ومن جميع الاطراف. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي المؤتمر الى ضرورة العمل لإصدار قرار من مجلس الأمن بحسب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة لوقف العنف فورا في سوريا . وطالب العربي المؤتمرين الى الدعوة باصدار قرار ملزم من مجلس الامن تحت الفصل السابع يقضي بوقف جميع أعمال العنف فورا بشكل متزامم من الجميع" مضيفا أن "عنصر الوقت له الآن أولوية كبرى". ويقضي الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة للمنظمة الدولية باستخدام القوة من أجل وضع القرارات الدولية موضع التنفيذ. من جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي بدأ خطابه بتقديم التعازي إلى عائلات القتلى من السوريين أن الأسرة الدولية "لن يكون أمامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم في حال لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا" متهما الحكومة السورية بعدم الإيفاء بالوعود التي قطعتها. وتشاطر وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون رأي نظرائها المؤتمرين على وقف العمليات التي تستهدف المدنيين. ولم تلقى الدعوات الى تسليح المعارضة السورية صدى كبير بين أوساط المؤتمرين وذلك أمام واقع الخلاف الذي تعيشه المعارضة. و في ذات الصدد تبحث المعارضة السورية خلال هذا الاجتماع كسب دعم المجتمع الدولي "بالاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري". و طالب برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبة اطياف المعارضة في الجلسة الافتتاحية بالاعتراف الرسمي بالمجلس ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري. و كانت أطياف من المعارضة السورية قد شرعت بداية الاسبوع الجاري في مفاوضات في تركيا من أجل التوصل إلى اتفاق قبيل انعقاد مؤتمر"أصدقاء سوريا الثاني". يبقى كل من روسيا و الصين الحليفان التقلييديين لسوريا الغائبان عن المؤتمر وكانتا قد غابتا أيضا عن مؤتمر أصدقاء سوريا الأول الذي عقد في تونس في نهاية فيفري وبالاضافة الى ذلك غاب الموفد الدولي الى سوريا كوفي عنان. وكان قد أبدى مساعد الرئيس الروسي سيرجي بريخودكو في وقت سابق شكوكه في " إمكانية التوصل إلى تسوية الأزمة السورية من خلال مبادرات ومحافل "يمولها الغرب" مثل "مجموعة أصدقاء سوريا", مشيرا إلى أن "القرارات الصادرة عن اجتماعات من هذا النوع تدعو كالعادة إلى دعم أحد طرفي الأزمة مثلما أظهره المؤتمر الأول لأصدقاء سوريا المنعقد في 24 فيفري الماضي". وأكد مساعد الرئيس الروسي أن "موسكو عازمة على مواصلة دعمها لمساعي كوفي عنان". ومن جهتها أعلنت الصين عدم نينتها حضور المؤتمر الثاني لاصدقاء سوريا في الظروف الحالية. وسيقدم السيد كوفي عنان يوم الإثنين المقبل أمام مجلس الامن للامم المتحدة عرضا عن آخر التطورات التي تشهدها سوريا . و قد عقدت مجموعة أصدقاء سوريا اجتماعها الأول يوم 24 فيفري بتونس حيث توجت الأشغال بإعلان يدعو إلى "حل سياسي" للأزمة مع دعم اقتراحات الجامعة العربية و الدعوة إلى "وقف الاقتتال".