تعاني أكثر من 400 عائلة، منذ قرابة 30 سنة كاملة، من أخطار مادة الأميونت، بسبب إقامتها في شبه شاليهات متردية قريبة جدا من البيوت القصديرية، نتيجة اهتراء جدرانها وانبعاث روائح خانقة منها، حيث تتركز هذه الشاليهات عبر مناطق حجر الديس، شعيبة وسيدي عمار. كل هاته العائلات تم ترحيلها سابقا إلى هذه الاقامات الجاهزة بعد فيضانات ألمت بالأحياء القديمة الواقعة وسط مدينة عنابة، سنة 1987، على غرار أحياء لاسيتي أوزاس وبرمة الغاز، لتبدأ رحلة معاناة السكان مع مختلف الأمراض التنفسية، بسبب احتواء هذه الشاليهات القديمة أصلا على نشادر الأميونت، الذي يتسبب في الأمراض التنفسية المؤدية لأزمات الربو وجميع أمراض الرئة بمختلف أنواعها، وتدخل ضمنها الأمراض المؤدية لداء السرطان بسبب استحالة الشفاء التام من الأمراض الصدرية المرتبطة أساسا بالأميونت. ونتيجة لهذه الوضعية المتفاقمة يوما بعد يوم، بسبب اتساع رقعة الإصابة بمختلف الأمراض السالفة الذكر، طالب هؤلاء السكان، من خلال اتصالات مكثفة لممثلين عنهم، السلطات المحلية والحكومة بضرورة تطبيق قرارات تفكيك هذه الشاليهات وترحيل المقيمين فيها، على غرار سكان ولايات بومرداس، قسنطينة والعاصمة. وأكد السكان أن السكنات الجاهزة التي يقطنونها حاليا، كانت قد منحت لهم بصفة مؤقتة خلال سنة 1987، على خلفية الفيضانات التي اجتاحت أحياء وسط مدينة عنابة، خلال تلك الفترة، ليتم وعدهم بإعادة إسكانهم فور انتهاء أشغال المشاريع السكنية المبرمجة خصيصا لهم، إلا أن الوعود طالت وبقيت حبرا على ورق، حيث تتواصل معاناة السكان ليومنا هذا في ظل كارثة إيكولوجية خطيرة تسببها هذه الشاليهات من جهة، والغازات السامة المنبعثة من مؤسستي أرسيلور ميتال وفرتيال على السواء من جهة أخرى، حيث تعمقت المأساة الاجتماعية للسكان لتتحول إلى كارثة صحية مع تفشي الأمراض الصدرية والحساسية بجميع أصنافها وأنواعها، خاصة لدى فئات الأطفال والشيوخ والعجزة. تجدر الإشارة إلى أن عدد العائلات التي تعاني من خطر الأميونت كان أزيد من 1100 عائلة أقامت بالبيوت الجاهزة، التي تبلغ فترة صلاحيتها للسكن 10 سنوات فقط، والمتواجدة عبر أحياء بوخضرة وحي بوشارب إسماعيل بالبوني، وكذا قرية حجار الديس ومنطقة الشعبية بسيدي عمار، حيث مست عمليات الترحيل أكثر من نصف العائلات في انتظار إعادة إسكان المتبقين والقضاء نهائيا على هذه الشاليهات، منعا لإعادة استغلالها من قبل نازحين آخرين، من الولايات المجاورة ممن يبحثون عن الحصول على سكن اجتماعي في ولاية عنابة.