اشتكت العديد من العائلات القاطنة في “حي الإخوة شرطيوة” بأعالي مدينة ميلة التي تسكن في شاليهات منذ أكثر من 25 سنة كاملة، من المشاكل التي تحاصرها من كل مكان بسبب تردي وضعية البيوت الجاهزة التي أصبحت تشكل خطرا صحيا على السكان. ويقدر عدد السكنات الجاهزة 125 مسكن، استفادت منها العائلات منذ أكثر من ربع قرن في إطار برنامج إعادة إسكان العائلات التي كانت تسكن المنازل القديمة في مدينة ميلة القديمة بالحي العتيق. وقال سكان الحي في لقائهم مع “الفجر “ أمس، إن السكنات صالحة للإقامة لمدة لا تزيد عن عشر سنوات، وبعدها أصبحت تشكل خطرا عليهم، مؤكدين أن السلطات المحلية وعدتهم بالترحيل من هذا الحي في العديد من المناسبات، ونقلهم إلى سكنات أخرى لائقة ضمن المشاريع السكنية التي تعمل البلدية على إنجازها منذ سنوات في عدة أحياء في المدينة. وفي انتظار تنفيذ السلطات لوعودها سبق للسكان أن احتجوا عدة مرات، ولكن لم تلق نداءاتهم صدى. ودعت عدد من العائلات السلطات المحلية لإنقاذ السكان من الأمراض والأوبئة التي تحاصرهم خلال فصلي الصيف والشتاء، مع الانتشار الكبير للجرذان والحشرات الضارة والسامة أيضا والأفاعي، فضلا عن مشكلة الخطر الصحي التي تشكله الشاليهات على صحة السكان بسبب اختلاط المياه الصالحة للشرب بالمياه القذرة، كما أن السكان ضاقوا ذرعا من الانقطاع المتكرر للكهرباء، وهو ما جعلهم يلجأون إلى التزود بالكهرباء من الأعمدة المخصصة للإنارة العمومية. وذكرت مصادر ل”الفجر” أن هناك أكثر من مائة شخص يعانون مرض الحساسية بسبب المادة التي تصنع منها الشاليهات، وهي مادة الأميونت التي تشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين وخصوصا الأطفال. وأكد عدد منهم أن الكثيرين تعرضوا لمرض الربو، بسبب هذه المادة، والتي تهدد صحة الأفراد بأمراض خطيرة في المستقبل، وهو ما أدخل الخوف في قلوب سكان حي “الإخوة شرطيوة”. من جانبها تسعى بلدية ميلة إلى الاطلاع على مختلف مشاكل الأحياء المتضررة لا سيما مثل هذه الأحياء، ضمن برنامج الإسكان الخاص بالبلدية والولاية أيضا، وهو ما يعني أن أمل ترحيل هؤلاء السكان مازال قائما ضمن المخطط الخماسي، الذي استفادت منه مختلف ولايات الوطن في إطار تهديم الأحياء القديمة والهشة وإعادة إسكان العائلات المتضررة.