الإمارات تدعو لتدخل مجلس الأمن ضد طهران وتعتبر الخلاف ”تهديدا للسلم الدولي” يوحي تصاعد التوتر الأخير بين إيران ودول الخليج حول الجزر الثلاث المتنازع عليها بين الطرفين بإمكانية تفجر حرب محتملة ظلت لسنوات تدار في شكل حرب باردة، خاصة وأن الوضع في المنطقة يشهد تطورات حساسة تتمثل أساسا في دعم إيران للنظام السوري الذي تحاول دول الخليج إسقاطه بالقوة عن طريق تسليح المعارضة بعدما فشلت في جلب تدخل عسكري لمجلس الأمن، كما يتزامن هذا الاحتقان مع تحضير إسرائيلي علني لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران. صعدت زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى إحدى الجزر الثلاث ”أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى” المتنازع عليها من حدة الخلافات بين طهران ودول الخليج، حيث جدد الطرفان تصعيد لهجتهما تجاه بعضهما، وعمدت الإمارات إلى دعوة دول الخليج للاجتماع في المجلس، ودعت دول مجلس الأمن الدولي إلى دعم موقفها في الخلاف الإيراني، واعتبرت الإمارات أمس ان عدم التوصل الى حل للنزاع الإيرانيالإماراتي حول الجزر يهدد الأمن والسلم الدوليين في دعوة ضمنية لتدخل مجلس الأمن المفوض بذلك في حال هدد أي نزاع الأمن الدولي. ويأتي هذا التصعيد بين الخليج وإيران في جو من الشحن بين الطرفين على خلفية رغبة دول الخليج في اسقاط النظام السوري الذي تدعمه ايران حيث عملت بكل الطرق وعلى جميع المستويات من اجل تغيير النظام في سوريا، بدءا من مساعيها في الجامعة العربية من تعليق لعضويتها وفرض لعقوبات وقطع للعلاقات الدبلوماسية، ومرورا بتدويل القضية السورية ومحاولة جلب تدخل عسكري لمجلس الامن أجهضته روسيا والصين، ووصولا الى دعم المعارضة السورية بالسلاح، وياتي هذا الموقف الخليجي رغم ان مجلس الأمن الدولي اقتنع مؤخرا بضرورة حل الأزمة السورية بالحوار بين المعارضة والنظام وأرسل فريقا من المراقبين للوقوف على وقف إطلاق النار في البلد... كما تخشى دول الخليج وفي مقدمتها السعودية من دعم إيران لأقليات شيعية تعيش في اغلب دول الخليج وتحريضها على ”الثورة ” في إطار الحراك العربي الراهن ”الربيع العربي” ضد الأنظمة الخليجية وحتى المطالبة بالانفصال.. وكانت إسرائيل صعدت من سقف تهديداتها بالحرب ضد إيران ومهاجمة منشاتها النووية وقام مسؤوليها في الفترة الأخيرة بجولات مكوكية إلى الولاياتالمتحدة لإقناع الرئيس الأمريكي اوباما بالمشاركة في ضرب إيران عسكريا ووقف ”برنامجها النووي” بالقوة، لكن الإدارة الأمريكية رفضت ذلك خشية تورطها في حرب أخرى تنهك ميزانيتها وتمنيها بخسائر هائلة تضاف إلى أعباء الحرب في العراق وأفغانستان وحتى التدخل العسكري في ليبيا ويكون المستفيد الأول منها إسرائيل فقط.كما ان تعقد ظروف المنطقة قد يفتح بابا مجهولا على الولاياتالمتحدة يزيد من العداء تجاهها خاصة وأنها تملك مصالح حيوية وقواعد عسكرية مهمة في المنطقة ولا تريد المغامرة بإدخال المنطقة في فوضى تضر بمصالحها. وقد استغلت إسرائيل الخلافات القديمة بين دول الخليج وإيران وتحاول توظيفها في تهديداتها ضد إيران من منطلق ان إيران ”عدو مشترك” بين دول الخليج وإسرائيل حيث أعلنت تل أبيب من أسابيع فقط ان دول الخليج لن تقف على الحياد في حال تفجرت حرب بين إيران وإسرائيل في إشارة الى وقوف دول الخليج الى جانب اسرائيل ضد ايران لتدمير منشاتها النووية التي تعتبرها كل من دول الخليج وإسرائيل تهديدا لأمنهما.