عرفت ولاية ورقلة، أمس، احتجاجا للبطالين شلّ الولاية وجعلها تغرق في طوق أمني تفاديا لأية انزلاقات، حيث عبروا عن سخطهم عن جميع التشكيلات السياسية، التي تريد الاستثمار في ملفهم والمتاجرة به عشية الانتخابات التشريعية، سيما تلك الراعية لمقاطعة الاستحقاقات وفي مقدمتها الأرسيدي. اهتزت مدينة ورقلة، أمس، مجددا تحت احتجاجات البطالين، حيث قاموا بشل حركة المرور بوسط المدينة، فيما شرعت مجموعة أخرى في اعتصام مرفوق بإضراب مفتوح عن الطعام أمام مقر الولاية. واتهم البطالون الذين يحمل أغلبيتهم شهادات جامعية في الهندسة وغيرها من التخصصات المهمة، مدير التشغيل بولاية ورقلة بعدم التكفل الجيد بملفات تشغيلهم، مطالبين بإقالته واستخلافه بشخص آخر، كما أكدوا في شهادات ل "الفجر" هاتفيا، أن مدير المؤسسة العمومية لخدمات الآبار التابعة لشركة سوناطراك أعرب عن وجود مناصب مالية مهمة، دون أن يستفيد منها بطالو الولاية. وعبر البطالون عن استقلاليتهم التامة والمطلقة عن أية جهة سياسية تريد الاستثمار في ملفهم أو المتاجرة به عشية الانتخابات التشريعية، نافين أن تكون لهم صلة بالأصوات الداعية إلى مقاطعة الاستحقاقات المقبلة مثلما هو الأمر مثلا لأنصار الارسيدي الداعين لمقاطعة الانتخابات أو غيرها من التشكيلات السياسية السنفورية الأخرى التي تريد الاصطياد في المياه العكرة، مصرحين ل "الفجر" أن انشغالاتهم نابعة من قناعتهم وأي تصويت أو مقاطعة هي انعكاس لتلك القناعة لا غير ولا يحمل أي لون سياسي. وقال عضو اللجنة الوطنية لمساندة البطالين، أيبك عبد المالك، في تصريح ل "الفجر" إن البطالين يئسوا من الوعود الكاذبة وقرروا مواصلة الاحتجاجات الى غاية إحساسهم بوجود إرادة فعلية لتحقيق مطلبهم المتصل بالشغل. وواصل مصدرنا الذي يشغل عضوية في الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بورقلة، أن السلطات الولائية توفد دائما رجال الأمن للتفاوض مع البطالين وتهدئتهم، لان ظهور الإداريين يزيد من سخط الشباب واستيائهم، وعادة ما تختتم الحوارات بملاسنات أو انزلاقات أخرى. تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الولاية احتجاجات مماثلة للبطالين، اضطرت وزارة العمل لإيفاد لجان خاصة للبحث في الملف، غير أن المشكل يتجدد كل مرة بسبب قلة المناصب المالية بالنظر لعدد طالبي العمل.