أجمعت الطبقة السياسية، المعارضة منها والمشاركة في الرئاسيات الأخيرة، على أن الفئة التي يطلق عليها ''الصامتة'' لا زالت مستمرة في قرار عدم مشاركتها في أي استحقاق وطني، رغم المجهودات المبذولة من طرف السلطة والمرشحين لدفعها للعملية الانتخابية، ومحاولة مختلف التيارات السياسية تبنيها• أكد أمس السعيد بوحجة، المكلف بالإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني، أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة أسفرت عن كتلة صامتة بتعداد خمسة ملايين ناخب، لم تشارك في عملية الاقتراع، موضحا في سياق حديثه ل''الفجر''، أن هذا العدد لا يعبر بأي حال من الأحوال عن استجابة لدعاة المقاطعة التي نادت بها عدة أطراف، وقال: ''لا نعتقد أن الكتلة التي عزفت عن الذهاب لصناديق الاقتراع نتاج دعوة تيارات المقاطعة، وإنما هي استمرار للامبالاة واليأس الذي أصبح يسيطر على هذه الفئة''، مضيفا أن الفترة القادمة ستغير كثيرا من المعطيات التي يراهن عليها دعاة المقاطعة بعد النتائج الأخيرة المحققة في الرئاسيات• ورد الناطق باسم حزب الأفالان على سؤال ''الفجر'' حول النتائج التي أعلن عنها وزير الداخلية والجماعات المحلية في منطقة القبائل، التي تحسب على تيارات دعاة المقاطعة، قائلا: ''لقد ارتفعت نسب المشاركة في منطقة القبائل خلال رئاسيات الخميس الفارط، مما يوحي بفشل دعاة المقاطعة ممثلة في الأرسيدي والأفافاس، وأن الكتلة الصامتة لا تعني هؤلاء''• وعبر عبد الله جاب الله عن رفضه لوجود خمسة ملايين ناخب امتنعوا عن الذهاب لصناديق الاقتراع، على اعتبار أن ذلك مبني على نتائج انتخابات مزورة، وأن العدد الحقيقي لهذه الكتلة يفوق بكثير ما أعلن عنه، وقال في تصريح ل''الفجر''، إن المقاطعة كانت واسعة ونسبة المشاركة لا تتعدى 25 بالمائة كأقصى تقدير، مشيرا إلى أنه ''لا يجب أن نبني نتائج على أكاذيب النظام الرسمي، فخمسة ملايين عازف قدمتها السلطات العمومية بنتائجها المضللة''، موضحا أن الكتلة الصامتة استجابت لنداء دعاة المقاطعة لا غير، وليس كما تدعيه السلطة، بأنها تعاني من اللامبالاة• وأوضح محمد بولحية، الرئيس المستقيل من حركة الإصلاح الوطني، أن الكتلة الصامتة تبحث عمن يمثلها بمشروع يستجيب لتطلعاتها، ولا أحد يدعي تملكها لها، وقال في تصريحه ل''الفجر'' في السياق ذاته، ''هذه الفئة من الشعب تريد التغيير وتبحث عن بديل يتبناها، وننتظر أن يكون من التيار الإسلامي، على اعتبار أن الشعب الجزائري مسلم''، مضيفا أن هذه الفئة جربت عدة سياسات ومناهج مع الأحزاب، ولم تلق ارتياحا، وأصبحت منعزلة عن الممارسة السياسية وعازفة عن المشاركة في الاستحقاقات التي يئست من نتائجها، التي لا تعبر عن حقيقتها، داعيا إلى توفير مناخ ديمقراطي حقيقي بعيد عن أية ممارسات سلبية أو تجاوزات تقف ضد رأي الشعب، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي أفرزت ظرفا صعبا جدا•