غادر، نهاية هذا الأسبوع ، العساكر الماليون رفقة عائلاتهم إلى ديارهم بعد أشهر من مكوثهم في الحدود الجزائرية كلاجئين وذلك بعد تنقل قائدهم إلى مخيم برج باجي مختار بغية إعادتهم إلى ديارهم وتمكينهم من التطمينات التي شجعتهم على العودة والتي تزامنت مع ظهور أولى بوادر الانقلابات المضادة وإعلان عدد من المليشيات استعدادها لاسترجاع الحكم. كشفت مصادر "الفجر" أن عشرات اللاجئين الماليين الذين كانوا بمخيم برج باجي مختار غادروا الحدود الجزائرية يوم الجمعة الفارط، منهم عساكر لجؤوا إليها بعد مطاردتهم من مقاتلي الطوارق الذين سيطروا على مدن شمال مالي واقتحموا أهم قاعدة عسكرية فيها وهي قاعدة امشماش المتواجدة في منطقة تساليت، ومنهم من بلغ برج باجي مختار وهو مصاب وتمت معالجته بمعية عائلاتهم التي لحقت بهم والتي تعرضت لحادث خطير بعد فرارهم من الملاحقات ، حيث سلموا أسلحتهم وطلبوا اللجوء. وأضافت مصادرنا أن مجموع اللاجئين المتواجدين في برج باجي مختار وصل إلى 48 لاجئا ، خمس عائلات تم ترحيلها قبل أسبوعين نزولا عند طلبها، في حين غادر البقية بمجرد قدوم قائد العساكر الذين تم فصلهم عن بقية اللاجئين خاصة منهم الطوارق الذين تم التكفل بهم في تيمياوين لتجنب أي مشاكل ممكنة الوقوع بين الأطراف المتنازعة. وحسب المصادر ذاتها، فإن قائد العساكر قدم خصيصا إلى الجزائر لاستعادة جنوده الذين فروا بعد الضربات التي تلقوها والتي شتتتهم بين الجزائر وموريتانيا، بوركينافاسو والنيجر، مرجحة أن يكون المعني أحد أتباع كل من القائدين العربيين، العقيد محمد ولد ميدو وهجي، إضافة إلى جيجيبي وآغه غامو، الذين توعدوا الانقلابيين برد قاس وباسترداد ما تم سلبه؛ حيث يحضرون للانتقام بمليشيات موزعة في كل من موريتانيا وأقصى الحدود الجنوبية الشرقية لمالي وسبق أن حاولوا قبل أسبوعين الهجوم على مطار باماكو للاستيلاء عليه ومعه الإذاعة و التلفزيون غير أن محاولاتهم باءت بالفشل بالنظر إلى المقاومة التي أبداها الضباط المتمردون على الرئيس أمادو توري، كما خططوا لتأمين السلاح الذي يمكن الجنود المرابطين بالحدود النيجيرية للعودة إلى العاصمة بعد أشهر من مغادرتها بالقوة، معلنة بذلك فصلا جديدا من الحرب في هذه البقعة التي أعيتها التنظيمات المسلحة التي قسمت البلاد إلى دويلات صغيرة. من جهة أخرى، أوضحت مصادرنا أن المساعدات الإنسانية التي خصصتها السلطات الجزائرية لمخيم برج باجي مختار ستوجه إلى مخيم تينزاواتين الذي افتتح مؤخرا على الأراضي المالية، حيث قدرت هذه المساعدات بأكثر من 30 طنا من المواد الغذائية. للإشارة، لايزال 400 لاجئ مالي في مخيم تيمياوين الذي صنفته المفوضية السامية للاجئين بأنه أحسن مخيم بالساحل لما وفره من تكفل أمثل للماليين اللاجئين، ومؤخرا استفاد من أزيد من 40 طنا من المواد الغذائية ليصل المجموع الى 70 طنا.