يرتقب خلال اليومين القادمين أن تحط ثلاث طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية بمطار تمنراست بعد إنشاء مخيم جديد لاستقبال اللاجئين الماليين الفارين من الحرب التي لا تزال دائرة ومعها تدهور الوضع المعيشي لغالبية المواطنين الذين فقدوا مساكنهم ومناصب شغلهم. وحسب مصادر "الفجر" فإن أعدادا معتبرة من اللاجئين الماليين لا تزال تتدفق على الحدود الجزائرية، خاصة بكل من منطقة تيمياوين وتينزاواتين القريبتين من الأراضي المالية، حيث ينتظر إنشاء مخيم جديد بمنطقة تمنراست، في وقت لم يتم تحديد الموقع بعد، والذي سيستوعب أعدادا هائلة فرت من حالة الفوضى التي تتواجد عليها المنطقة والتي أضحت على مرمى التنظيمات المسلحة المختلفة التي تصارع لإثبات وجودها، ومنها من يتوقع أن تدخل في مواجهات دامية لفرض نفسها باعتبارها تتضارب في المصالح والأهداف، خاصة حركة تحرير الأزواد والمجلس الانتقالي المالي الذي يحظر نفسه للإمساك بزمام أمور الدولة، مضيفة أن الجزائر استأنفت مساعداتها سواء داخل الأراضي المالية أو في الجنوب الكبير بعد ظهور أولى بوادر تأسيس المجلس الانتقالي المالي.وأشارت ذات المصادر إلى أن القادمين إلى الجزائر لطلب الحماية لا يقتصرون فقط على المواطنين العزل الذين شردتهم الحرب، وإنما حتى مقاتلي حركة الأزواد الذين دخلوا التراب الجزائري هربا من التهديد الذي يواجهونه والتصفية الجسدية خاصة الموالون للنظام السابق، والذين لجأوا أيضا إلى الجزائر بعد الإطاحة بالمناطق الثلاث الكبرى كيدال، تمبكتو وغاو، وأغلبهم تعرضوا لإصابات بالرصاص وتلقوا الإسعافات اللازمة. وأضافت المصادر ذاتها أن بعض اللاجئين عادوا أدراجهم إلى موطنهم بعد تلقيهم الرعاية خاصة أولئك الذين خلفوا عائلاتهم في شمال مالي، في حين أن كثيرين لا يزالون يعسكرون بالمخيمات بعد تلقيهم جميع الخدمات الإنسانية التي تبقيهم أحياء بعيدا عن الخطر. للإشارة يتواجد حاليا أكثر من 400 لاجئ بمخيم تيمياوين أغلبهم من التوارڤ وكذا عرب مالي، في حين أن 45 آخرين يتواجدون في مخيم برج باجي مختار، منهم جنود وعائلاتهم التي تعرضت لحوادث سير مميتة في طريقهم إلى دخول الجزائر.