أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية أمس السبت، بالجزائر أن عدم إظهار شمال مالي تصديا للعناصر الإرهابية الناشطة على أراضيه "لا يبعث على الارتياح" لدى الجزائر. وعبر ولد قابلية خلال حصة "أكثر من مجهر" للقناة الأولى للإذاعة الوطنية عن "أسف" الجزائر لمحاولة فصل شمال مالي عن جنوبه، مؤكدا أن "نشاط العناصر الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة في الشمال لا يبعث على الارتياح، مادام أن هذا الأخير (مالي) لم يظهر تصديا لهذا النشاط". واستدل وزير الداخلية في ذلك باختطاف قنصل الجزائر بغاو (مالي) ومساعديه الستة في مطلع شهر افريل الجاري، مشيرا إلى أن المفاوضات بشأن تحريرهم "سرية" والحديث عن الموضوع "من صلاحيات وزير الخارجية والمسؤولين العسكريين الموجودين في الحدود". وبخصوص تأمين الحدود مع ليبيا أكد ذات المسؤول أن "الوضع متحكم فيه، ولا وجود لأي تسلل لجماعات إرهابية من ليبيا إلى الجزائر، ولا من الجزائر إلى الأراضي الليبية". وأضاف في هذا الصدد، أن الوضع "يتحسن في ليبيا والأمور بدأت تستقر" مذكرا باستعداد الجزائر "لمدّ يد العون لليبيين الذين هم في حاجة --كما قال-- لبناء مؤسسات وأجهزة تسمح لهم بإقامة دولة شرعية". من جهة أخرى ينتظر أن تصل ثلاث طائرات تحمل مساعدات إنسانية إلى مطار تمنراست جنوبالجزائر، والتي وجهت لمساعدة اللاجئين الماليين القادمين إلى تمنراست هروبا من الحرب التي تسببت في تدني معيشة الشعب المالي بعد أن فقد المواطنون منازلهم ووظائفهم. وأفادت مصادر مطلعة، أن تمنراست تستقبل يوميا عدد هائلا من النازحين الماليين، ما أدى إلى اللجوء لإنشاء مخيم جديد لاحتوائهم لم يحدد موقعه بعد، كما أن الجزائر تستمر في تقديم مساعداتها للشعب المالي داخل أراضيه وخارجها خصوصا وأن بوادر تأسيس المجلس الانتقالي المالي قد لاحت في الأفق. وأضافت المصادر ذاتها، أن اللاجئين القادمين من مالي ليسوا من المواطنين العزل فقط، وإنما منهم من كان يقاتل في صفوف الأزواد، والذين فروا إلى الجزائر بعد التهديدات التي تلقوها من الموالين للنظام السابق، وقد دخلوا الأراضي الجزائرية بعد سقوط كل من كيدال، تمبكتو، وغاو، حيث تعرض معظمهم إلى إصابات خطيرة تلقوا على إثرها الإسعافات اللازمة على يد أطباء جزائريين. ومن جانب آخر، تمكن العديد من اللاجئين من معاودة دخول أراضي مالي بعد تلقيهم للعلاج، وذلك بحثا عن عائلاتهم التي تركوها شمالي مالي، أما الآخرون فلا يزالون يقبعون في المخيمات جنوب صحرائنا في انتظار أن تهدا الأمور ويستقر الوضع الأمني في مالي، ويذكر أنه إلى حد الآن تم إحصاء ما يزيد عن 400 لاجئ مالي بمخيم تيمياوين معظمهم من الطوارق، في وقت يتواجد فيه 45 لاجئ آخر بمخيم برج باجي مختار من بينهم جنود رفقة عائلاتهم.