تقود البحرين مشروع اتحاد خليجي جديد، بالتحالف مع السعودية لمواجهة ”المد الشيعي ” الإيراني الذي يهدف إلى ”ابتلاع” البحرين، ومن المتوقع أن يناقش زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم، تأسيس الاتحاد السياسي الذي دعت إليه البحرين التي قررت أيضا إنشاء مدينة إعلامية ”ضخمة” لدعم جهود قناة الجزيرة لحمايتها من إرهاصات الثورات العربية. تنظر المملكة العربية السعودية إلى المظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها البحرين منذ عام، بأنها تهديد مباشر للمملكة وفتح أبواب ”الغزو الإيراني الشيعي” لشبه الجزيرة العربية، فبالنسبة للنظام السعودي فإن نجاح الاحتجاجات التي تقودها الغالبية الشيعية في البحرين، يعني سقوط النظام السعودي، وهو ما استلزم تدخل قوات ”درع الجزيرة” لحماية المنشآت الحيوية في البحرين من التعرض للسقوط في يد الشيعية الذين يتهمهم النظام البحرين بالولاء لإيران على حساب الوطن. وفيما تستمر الاحتجاجات في البحرين، منذ حوالي عام ونصف، يقود زعماء مجلس التعاون الخليجي محاولة جديدة لدعم جهودهم السياسية والأمنية لحماية البحرين، وذلك عبر تأسيس اتحاد سياسي جديد يبدأ بدولتين أو ثلاث دول بينها السعودية والبحرين، ومن المقرر أن يتم الإعلان عنه رسميا، اليوم، بحسب تصريحات سميرة رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام في البحرين التي أكدت أن الاتحاد استجابة لحجم القلق الذي يخيم على بلادها من تطورات الأوضاع في المنطقة التي باتت بوابة التدخلات الإيرانية وتنظيم القاعدة تحت غطاء ”الربيع العربي”. كما قالت الوزيرة: ”البحرين تأمل في إعلان اتحاد بين اثنين أو ثلاث دول خليجية يعتمد على العلاقات الخارجية والأمن والعسكرية والاقتصادية”. وجعلت البحبوحة المالية والانتعاش الاقتصادي التي تعيشها المملكة منها ”مطمعا” للعديد من السياسيات الأجنبية، خصوصا بعد أن أصبحت المملكة تتصدر قائمة أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، وهو ما زاد من حجم هاجس الخوف لدى المملكة، سيما وأن حلفاءها من دول الخليج لا يزالون يشتكون من المحاولات الإيرانية للتدخل في شؤونهم الداخلية ومحاولة إيقاعهم في شباك مع ما يجري في سوريا والبحرين والعراق، بالإضافة إلى مخاطر الأحداث في اليمن التي تبقى لها تداعيات كبيرة على السعودية على وجه الخصوص. وبحسب المعلومات المؤكد التي تحصلت عليها ”الفجر” من مصادر في دولة البحرين، فإن مشروع المدينة الإعلامية الذي يتم الإعداد إليه في البحرين، يهدف إلى دعم جهود قناة الجزيرة القطرية، وقناة سكاي نيوز الإماراتية التي تم إنشاؤها مؤخرا ضمن أجندة حماية دول الخليج من موجات الربيع العربي التي لا تزال تعصف بسوريا تحديدا التي باتت المادة الإعلامية رقم واحد في أجندة البرامج السياسية والإخبارية ليس العربية فقط وإنما العالمية. وتهدف المدينة الإعلامية إلى توجيه رسائل سياسية للتخفيف من حدة التقارير الإعلامية التي تنشرها أزيد من 20 قناة إعلامية إيرانية التي تقوم بالدفع نحو مزيد من الاحتقان الشيعي السني بهدف التشويش على استقرار الأوضاع في دول الخليج، وتخشى البحرين من أن تتمكن إيران من إحداث التغيير في البحرين، وهو ما استلزم إنشاء المدينة الإعلامية ضمن الجهود التي تبذلها البحرين للوقوف في وجه نجاح الانتفاضة التي تقودها الغالبية الشيعية في البحرين المطالبة بمزيد من الامتيازات والحقوق السياسية والاقتصادية. هذه التحديات عبر عن حجم خطورتها على البحرين، خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين، أمس، قائلا: ”إن التحديات الناجمة عن الظروف ”الاستثنائية” تجعل الاتحاد الخليجي أمرا ”ملحا” وضرورة لإقامة منظومة أمنية موحدة لحماية دول الخليج”.