تكاثرت مشاكل مواطني بلدية بوراوي بلهادف، في جيجل، بسبب الصراعات التي شهدها المجلس الشعبي للبلدية، حيث أفرز غياب الإنسجام بين أعضائه في العهدة الانتخابية الجارية الآيلة للزوال الخريف المقبل، تأخر عديد المشاريع التنموية، ما أدى إلى الفشل في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين عموما والشباب خصوصا، لاسيما في مجالات الماء، الطرق، الشغل والتكوين. كشف مواطنون يقطنون ببلدية بوراوي بلهادف ل”الفجر” عن عدم رضاهم، جراء الوضعية الصعبة التي يحيونها، بسبب أزمة الماء التي طال أمدها، فرغم تسجيل مشروع لتزويد سكان مركز البلدية من إقليم البلدية المجاورة العنصرفي مطلع التسعينيات من القرن الماضي، إلا أنه لحد الآن لم ير النور بعد، ليبقى أغلب السكان يتزودون من هذه المادة الحيوية بطرق تقليدية من عيون معظمها غير مراقبة، وهذ ا باستعمال الحمير. وللنساء نصيبهن من المعاناة بمشاتي البلدية المذكورة، لكونهن يجلبن الماء من ينابيع بعيدة عن بيوتهن في براميل يحملنها على رؤوسهن رغم ثقلها، وهو نمودج حي للوضع المأساوي، الذي لاتزال تعيشه المرأة الريفية بهذه البلدية النائية. فأغلب النساء أميات، وهو ماحتم عليهن الاهتمام ببعض الأعمال اليدوية والتقليدية والموسمية كصناعة الفخار ونسج الزرابي والأغطية الصوفية والقشابيات وجني الزيتون وجمع الحطب لاستغلاله في الطهي والتدفئة، إضافة إلى رعي الغنم والماعز والأبقار وتربية الدواجن.. هي إذن أشغال شاقة تبرز صمود المرأة بمشاتي بلدية بلهادف وعدم استسلامها للظروف الاقتصادية والاجتماعية المحلية الصعبة، وهن يتقن حاليا للنساء البرلمانيات الفائزات في تشريعيات 10 ماي 2012 لتنفيذ وعودهن في ترقية حياة المرأة، لاسيما الريفية منها. ولا تكمن مأساة سكان بلهادف في عزلة مركز البلدية، على اعتبار أن الطريق الولائي الذي يربطها ببلدية العنصر قد تمت تهيئته وتعبيده، وإنما تتمثل - حسب أقوال المواطنين الذين تحدثنا إليهم في عزلة المشاتي والتجمعات السكانية الواقعة على أطرافه - بالنظر لعدم دعم الطريق الرئيسي المذكور بطرق فرعية أو مسالك تربطه بها. وفي هذا السياق أوضح لنا مواطنون من منطقة بولخنج أنهم لقوا صعوبة كبيرة في تشييد بناءات جديدة لفشلهم في نقل مواد البناء بسبب العزلة، خاصة أولئك الذين استفادوا من السكنات الريفية. وفي هذا الإطار تطالب العائلات المتضررة من المجلس البلدي برمجة مشاريع لفتح مسالك جديدة تربط مختلف التجمعات السكانية بالطريق الولائي، أوعلى الأقل تقديم العون للسكان من خلال دعمهم بالوسائل والتجهيزات لفتح ممرات نحو بيوتهم. ورغم ظفر البلدية ببعض القاعات المنتشرة بمختلف قراها إضافة غلى عيادة شيدت بمركز البلدية، إلا أن واقع الصحة بالبلدية لا يبشر بالخير، طالما أن المواطنين، كما قيل لنا مازالوا يتنقلون يومياليلا ونهارا، إما لعيادة بلدية العنصر أو مستشفى منتوري بالميلية للعلاج والتداوي. ويبقى المشكل المطروح بمرافق البلدية في ذات القطاع هو النقص الفادح في التجهيزات والأطباء والممرضين. وفي الوقت الذي تدعمت فيه بلدية بلهادف بثانوية جديدة خلال الموسم الدراسي الجديد، حيث ساهم هذا الصرح التعليمي في تثبيت تلاميذ البلدية وإستقراهم، إلا أننا سجلنا عدم اكتمال إنجازه بصورة كاملة ، ويطالب السكان من المجلس الشعبي الحالي المنهك بفعل الصراعات المزمنة الدائرة بين أعضائه، ضرورة فتح مسلك بين مركز البلدية ومقبرة تامالولت إلى غاية عين عليوة، من أجل استغلال أراضيها الواسعة. كما يناشدون والي الولاية التدخل لأجل بعث مشروع إيصال الغاز لبيوت هذه البلدية الجبلية والغابية، وفي سياق متصل يطالب شباب المنطقة بإعادة فتح السوق الأسبوعي، قصد تنشيط الحياة الاقتصادية،خاصة أن أغلبيتهم يمارسون حرفة الخياطة والفلاحة.