تحول التلقيح ضد التيتانوس والبكتيريا وحتى الكبد الفيروسي الذي يعرف ندرة كبيرة بل وانقطاعا منذ ما يقارب سنة ونصف من المستشفيات العمومية إلى العيادات الخاصة، حيث يتم التلقيح فيها بمبالغ ما بين 1000 إلى 2000 دينار جزائري، في وقت تضمن برامج الصحة الوطنية مجانيتها. طالب إلياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، أمس، في اتصال ل»السياسي« بفتح تحقيق حول كشف المتورطين في وصول لقاحات التيتانوس والبكتيريا وحتى لقاحات الالتهاب الكبدي، إلى العيادات الخاصة التي تبيعها بأثمان باهظة ما بين 1000 إلى 2000 دينار جزائري خاصة بولاية الجزائر، في حين تسجل المستشفيات ندرة حادة لمدة فاقت السنة والنصف، مستغربا من هذه المفارقة، حيث يكفلها البرنامج الوطني بصفة مجانية، وفيما أن المقتدرين يتوجهون إلى العيادات الخاصة، يبقى الكثير من المواطنين غير قادرين على ذلك. وتساءل رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الذي دق ناقوس الخطر عن كيفية وصول هذه اللقاحات إلى القطاع الخاص، بالرغم من أن استيرادها وتصديرها من اختصاص الدولة فحسب، قائلا »من يمنح لهم هذه اللقاحات«، وهو الانشغال الذي أكد ذات المتحدث عرضه على وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس في اجتماع لإطارات وزارة الصحة مع ممثلي النقابة الخميس الفارط، حيث دعوا إلى ضرورة فتح تحقيق في الموضوع، واكتشاف كيفية وصول هذه اللقاحات إلى العيادات الخاصة، خاصة وأن ندرة اللقاحات المتعلقة »بالتيتانوس« و»البكتيريا«، سببت عدم تلقيح تلاميذ الأقسام التعليم الثانوي والتعليم المتوسط، خلال الموسم الدراسي الماضي والموسم الحالي. وأرجع إلياس مرابط أسباب ندرة اللقاحات المعنية بالندرة بالرغم من أهميتها، إلى اختلال البرنامج الوطني لتوزيع الأدوية، وتماطل الوزارة في إيجاد حل لهذا المشكل المطروح منذ حوالي سنة ونصف، حيث أن لقاح التهاب الكبد يتم تلقيحه للمولودين الجدد، في حين أن لقاح »التيتانوس« و»بكتيريا« يدخل في إطار البرنامج الوطني لصحة المتمدرسين، وكذا للمرأة الحامل في الشهر 6 و7 لحماية الطفل من »التيتانوس« الذي كان يصيب المولودين الجدد حسب ذات المتحدث في سنوات خلت. وعبّر رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية عن تخوفه الشديد من إمكانية عودة هذه الأمراض بسبب عدم السير في البرنامج الوطني للقاحاتها، مضيفا أن ذلك يعني وجود تغطية صحية ناقصة، خاصة وأن البرنامج المعتمد أثبت نجاعته. ويشار إلى أن أزمة ندرة الأدوية في المصحات والمؤسسات الإستشفائية تولد عنها مشاكل كبيرة، عقب توافد المواطنين بصفة كبيرة على هذه المؤسسات التي تبقى عاجزة عن تلقيح الأطفال والنساء الحوامل، بسبب ندرة اللقاح، الأمر الذي يجعل العديد من المواطنين يلجؤون إلى الخواص بالرغم من أثمانه غير المعقولة.