انتشرت، هذه الأيام، بشكل لافت مجموعات من الرعايا الأجانب، خصوصا من سوريا، بشوارع عاصمة ولاية الجلفة وبعض بلدياتها، فمنهم من امتهن حرفة التسول للحاجة الماسة كحال العائلات التي فرت من جحيم الحرب الدائرة بين السلطة السورية والمعارضة. وقفت “الفجر” على حالة لعائلات سورية تتكون من رجال ونساء وأطفال استقر بهم المقام ببلدية حاسي بحبح، أين امتهن النساء حرفة التسول في كل الأماكن، خصوصا بالمساجد والساحات العمومية وحتى بالطريق الوطني رقم 1، ويصرحون لمن يلقاهم بلهجة سورية أنهم قدموا من سوريا هروبا من الحرب، علما أن بعضهم ينتقد النظام السوري ويحمله المسؤولية في تدهور الوضع الأمني، وهناك طرفا آخر يعتبر المعارضة مجرد مجموعات إرهابية فعلت فعلتها في المدن السورية. ومن جانب آخر يمارس عدد من الرعايا الأجانب، وهم سوريون تحديدا، بالجلفة مهنا طبية غير مرخصة أبرزها مهنة جراحة وطب الأسنان، وذلك في أماكن معزولة بعيدا عن الأنظار، رغم أن الأطباء “المزعومين” لا يملكون أي شهادة أو ترخيص يسمح لهم بممارسة هذا النشاط. والأغرب من ذلك أنه يتم بمعدات ووسائل تقليدية غير معقمة، حيث تعرض مجموعة من أطباء الأسنان السوريين خدماتهم الطبية على مستوى المنازل والشوارع بمناطق عدة، وبعضهم يستغل الفنادق ولا يملكون رخصا للممارسة ولامؤهلات علمية أو حتى عيادات خاصة لمزاولة النشاط الطبي، بل يتخذون من الشوارع مرافق طبية متنقلة، لعلاج الأسنان، فيما يحمل البعض شهادات تثبت أنهم فعلا أطباء أسنان، ويستعملونها قصد الترويج لأنفسهم والادعاء أنهم من أهل الخبرة، ما جعل عدد من المواطنين يتقبلون خدماتهم دون علم منهم أنهم يعرضون أنفسهم للخطر. وقد اعترف مجموعة من المواطنين بحاسي بحبح، 50 كلم شمال عاصمة الولاية الجلفة، ل”الفجر” أن هؤلاء الأطباء أجروا لهم عمليات بالبيوت مقابل مبلغ 3 آلاف دج للشخص الواحد تمثلت في تركيب أسنان جديدة، وذلك باستعمال آلات بسيطة. يذكر في الأخير أن حرفة هؤلاء الغرباء تعرف إقبالا كبيرا إلى حد أقلق أطباء الأسنان، بعد أن هجرهم الزبائن والمرضى، رغم ما يستعمله الرعايا الأجانب من أدوات وأساليب بدائية في علاج الألم، وهو ما يهدد مرضاهم بانتشار العدوى، في انتظار تدخل الجهات الوصية للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرا على المواطنين.