انتشرت في بعض البلديات والقرى النائية بولاية الوادي ظاهرة غريبة تتمثل في دخول سوريات إلى المنطقة وامتهانهن للطّب كغطاء للاحتيال على نسوة بالولاية مستعملات في ذلك التهديد والاحتيال بشتى الطرق كشف العديد من المواطنين في مناطق مختلفة من ولاية الوادي تزايد عدد السوريات المقيمات بالوادي، للاستيلاء على أموالهم واستفزاز الناس البسطاء· وفي هذا السياق تحدّثت إحدى السيدات من منطقة غمرة في بلدية قمّار ونساء من منطقة الرقيبة، خاصة منطقة هبة، ل''الفجر''، أن عددا من هاته النسوة يقمن بتركيب الأسنان للنساء أو تصليحها بمبلغ 12 ألف دينار ل6 أسنان فقط· وأشاروا إلى أنهن يقمن بتنظيف الأسنان بمبلغ 1500 دج باستعمال مسحوق لا تعرف النساء مصدره، وبتغليف الأسنان ب 4000 دج من دون وسائل عمل نظيفة وبمواد مجهولة المصدر، فيما يصل تركيب الفم الكامل إلى خمسة ملايين سنتيم· ومن مفارقات هذه العمليات أن عددا من ضحايا هؤلاء ''الطبيبات'' توجهوا إلى المستشفيات المختصة لإعادة النظر في وضعية أسنانهم، نظرا للآلام التي أحسوا بها من عمليات التركيب العشوائية، ليكتشفوا أنهم وقعوا ضحايا نصب واحتيال· وأضاف العديد ممن تحدثت ''الفجر'' إليهم أن هؤلاء السوريات يقمن بنقل الأسنان الاصطناعية في أكياس بلاستيكية سوداء، وتركّب الأسنان من دون وسائل ولا تعقيم للأيدي وعدم استعمال القفزات الخاصة للعمليات، وفي كثير من الأحيان تقمن بابتزاز النساء بطلب الذهب لتركيب أسنان من الذهب وتطلب الذهب بدل النقود· والمؤسف حسب عدد من المواطنين أن هؤلاء النساء يعملن على فرض تركيب الأسنان على الأشخاص، من خلال الدخول للمنازل بالقوة في أوقات يكون فيه الرجال في مقرات عملهم· وأشار عدد من الضحايا أن السوريات قدمن إلى ولاية الوادي في الأشهر الأخيرة، يمتهن طب الأسنان عن طريق ''الحرفة''، أي ليس لديهن عيادات خاصة، بل يحملن يوميا حقائب طبية ويتجولن في القرى والمداشر في محاولة لإقناع السكان في هذه المناطق النائية، خاصة وأن غالبيّتهم يجهلون خطر نزع الأسنان خارج العيادات، إضافة إلى الإغراء بالسعر الزهيد الذي يقدمنه لقاء خدماتهن الطبية· ونقلت امرأة من إحدى القرى النائية ل''الفجر'' أن إحدى النساء السوريات فرضت عليها اقتلاع أسنانها وتغييرها بحجة أنها مسوّسة وهذا عندما دخلت عليها فجأة إلى خيمتها، مشيرة إلى أنهن يدلخن بيوت السكان بدون استئذان، خاصة عند البدو الرحل، ولديهن قدرة كبيرة في الإقناع متسلحات بسلاح حلاوة الكلام مثلما يقول أهل المنطقة· وكشف عدد من سكان المناطق النائية أنهم كانوا يعتقدون أن هؤلاء السوريات مرخّص لهن بممارسة المهنة، خصوصا البدو الرحّل الذين اعتادوا التعامل مع الفرق الطبية في الأماكن التي يتنقلون فيها بدل العيادات، وقال أحد السكان ل''الفجر'' ''ما دمت أراهن يتحركن بشكل عادي في الولاية يعني أن لديهن رخصة قانونية لممارسة نشاطاتهن''· وبدأت هذه النسوة في الآونة الأخيرة في طلب النقود من المواطنين بحجة أنهن من عائلات فقيرة ويقمن بإعالة عدد من الفقراء في سوريا، وانتاب الشك سكان المنطقة حول إمكانية أن تكنّ جاسوسات خاصة أنهن يعملن على تخويف الأشخاص في المناطق النائية التي عادة ما يتعامل سكانها بطيبة مع الأجانب· وشهدت ولاية الوادي في السنة الماضية التحاق أعداد كبيرة من الجزائريين لتركيب الأسنان من قبل السوريين، وتم إبعاد عدد منهم، لكن عادت في الآونة الأخيرة ظاهرة ولوج النساء هذا المجال· وكانت ولاية الوادي قد شهدت خلال السنة الماضية إغلاق العديد من العيادات الخاصة التي لا تتوفر على إمكانيات اللازمة والنظافة خاصة التعقيم، مما تسبب في انتقال الأمراض خاصة الالتهاب الكبدي والسيدا التي شهدت انتشارا كبيرا خلال السنة الماضية حسب مصادر مؤكدة·