طلب ميساوي محمد فوزي، الأمين العام للمكتب الوطني ورئيس المكتب الولائي للواد وممثل الجنوب، لجمعية التهاب الكبد الفيروسي، التعجيل والتحرك لردع تصرفات فئة جديدة من المحتالين، تساهم في مضاعفة عدد المرضى المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي، إذ يدعي العديد من أطباء الأسنان المتجولين أنهم قادمون من سوريا، ويعرضون خدماتهم على سكان الجنوب في منازلهم، معرضين صحتهم للخطر. كشف ممثل الجنوب للجمعية الوطنية لالتهاب الكبد الفيروسي، عن طريقة جديدة أدت إلى ارتفاع أعداد الإصابات بين سكان هذه المنطقة بسرعة كبيرة. وأوضح ميساوي في تصريح خاص ل''الحوار'' على هامش فعاليات اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي المنعقد نهاية الأسبوع الماضي بفندق السفير الجزائر، بأن التصرفات التقليدية في منطقة الجنوب الجزائري تعد أول العوامل المسهلة لانتشار الإصابة بهذا المرض. 76 بالمائة من الإصابات بسبب الطرق التقليدية للعلاج والتجميل أكد ميساوي أن التهاب الكبد الفيروسي من النوع '' C '' هو أكثر الأنواع انتشارا في ولايتي الواد وورڤلة، وأرجع السبب إلى تمسك أهل المنطقتين بتقاليد تفوق سلبياتها إيجابياتها، فبالإضافة إلى الطرق العادية الأخرى التي ينتشر بها في بقية المناطق، فإن 76 بالمائة من الإصابات في كل من الواد وورڤلة ناجمة عن الوشم، والحجامة، والثقب، والحلاقين التقليديين المتجولين بين المنازل والقرى حاملين عدة غير معقمة وغير مطهرة، حاملين معهم أيضا الأمراض إلى الناس في عقر دارهم. ولقد ظهر عامل خطر جديد، قال محدثنا، ينافس العوامل الأخرى في نشر الإصابة أكثر بين الناس، إذ تعرض مجموعة من أطباء الأسنان السوريين خدماتهم الطبية على مستوى المنازل، فهم لا يملكون رخصا للممارسة ولا عيادات خاصة، أتى هؤلاء الأطباء من سوريا حاملين معهم شهادات تثبت أنهم فعلا أطباء أسنان، ويستعملونها للترويج لأنفسهم والادعاء بأنهم من أهل الخبرة، ما يجعل أهل الجنوب يصدقونهم ويتقبلون خدماتهم، دون علم منهم أنهم يعرضون أنفسهم للخطر، فلا يختلف هؤلاء الأطباء عن أطباء الأعشاب التقليديين الذين يحترفون خلع الأسنان في الأسواق الشعبية. قامت الجمعية إثر هذه الممارسات بحملات تحسيسية لفائدة المواطنين لإقناعهم بخطورة ذلك على صحتهم، فكان أن نظمت أياما إعلامية عبر القنوات الإذاعية المحلية، وفي الجامعات والمدارس، فأعطت نتائج جيدة بين الفئات الشابة والمتعلمة، إلا أن المسنين وغير المتعلمين يبقون متمسكين بالعلاج لدى هؤلاء الدجالين القادمين من الشرق حاملين معهم خطرا يزيد من مشاكل الصحة العمومية المنتشرة في الجنوب الجزائري. مصلحة واحدة للطب الباطني بغرداية تنتشر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي بالجنوب الجزائري، إلا أن المرضى لا يتلقون العلاج الكافي أو اللازم، حسب ما صرح به ميساوي. حيث تعرف المنطقة نقصا كبيرا في الأطباء المختصين في الطب الباطني إن لن نقل انعداما تاما لوجودهم، ما يضطر المرضى إلى المعالجة والمتابعة لدى الأطباء العامين. وعليه دعا ممثل الجمعية في الجنوب إلى فتح أقسام خاصة بالطب الباطني على مستوى كل من ولايتي الواد وورڤلة لفك الخناق والضغط عن مصلحة ولاية غرداية التي تستقبل سكان الجنوب بمختلف ولاياتهم. كما طالب ميساوي بضرورة لجوء عيادات طب الأسنان إلى اقتناء أجهزة خاصة لتعقيم العتاد وتطهيره من نوع ''أوتوكلاف'' والتخلي عن الأجهزة القديمة التي تمنع وزارة الصحة استعمالها بعد التعليمات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية. موضحا أنه يمكن لطبيب الأسنان طلب سلفة من البنك لاقتناء هذا الجهاز العالي التقنية وذي القدرة العالية على قتل الفيروسات خاصة فيروس التهاب الكبد.