تتعرض واحة بريزينة، الغنية بتمورها وظلالها، لاكتساح الإسمنت المسلح الذي أتى على مساحات لا يستهان بها من أراضي الواحة البالغة، حسب الإحصاءات الرسمية، 70 هكتارا على امتداد ثلاثة كيلومترات، وذلك بعد استفحال ظاهرة البناء العشوائي ببعض الأراضي التي يفترض أنها أراض تابعة لأملاك الدولة بمناطق بلدية بريزينة وحتى بالمناطق المصنفة بالخطيرة لقربها من مجاري الوديان. ورغم التحذيرات التي أطلقتها ذات المصالح بالعديد من المناسبات، خاصة بعد الأضرار التي أحدثتها الأمطار الأخيرة، وشملت حتى المساكن الجديدة التي لم يتجاوز عمرها العشر سنوات، على غرار حي ديار الرحمة، الجهة الشرقية لحي خلاف، وغيرها من المناطق الأخرى. وبالرجوع إلى أهم معلم طبيعي ببريزينة المتعلق بالواحة الجميلة، فإن ظاهرة البناء العشوائي التي باتت تشوه كثيرا رونق الواحة، هو أيضا الذي يصدم أنظار سكان البلدية رغم أن القانون الجزائري واضح تماما فيما يتعلق بحماية الأشجار المثمرة. وأمام هذا الوضع السلبي واستياء عدد من الفلاحين، تبقى واحة بريزينة التي تعد أكبر واحة كما ونوعا بولاية البيض، عرضة للتخريب، علما أن عددا كبيرا من أشجار النخيل تم بترها تماما في الجهة المقابلة لها بحي خلاف للعدد المتناثر منها، لا سيما بمنطقة السوق الأسبوعية المتاخمة لحي ديار الرحمة ومناطق أخرى.. أمام صمت مصالح الدائرة وانشغال أعيان بريزينة بأمور تبقى أقل أهمية من أهم مكسب كان في وقت ليس بالبعيد مصدر رزق للعديد من العائلات، خصوصا أن واحة بريزينة تكتنز الكثير من الأنواع التي لا توجد في جارتها الحدودية إدرار، على غرار “التادال” ذي الحبة الطويلة وضراء اللزجة بالعسل.. الأكثر طلبا وغلاء بولاية البيض.