قضت أكثر من 22 رأسا من الإبل بعد إصابتها بانتفاخات خطيرة ظهرت عليها بصحراء ولاية البيض منذ قرابة الثلاث أسابيع بفعل داء التضخم الذي يصيب الماشية، والإبل على وجه الخصوص هذه الأخيرة التي لا تقدر عادة على مقاومة الأكل ما يصيبها بالتخمة التي تقضي عليها في أقل من خمس دقائق نتيجة إفراطها في أكل الزرع الذي يقوم الفلاحون بزراعته على أراضيهم البور المنتشرة بصحراء بريزينة خصوصا، ما أدى إلى فقدان العديد من رؤوس الإبل التي يصل سعرها إلى أكثر من 10ملايين سنتيم في أقل الظروف ويفوق 15مليون كأعلى سعر، علما أن سعر الكلغ الواحد بالنسبة "للحاشي" يصل إلى 700دج أما البعير البالغ فيتراوح سعر الكلغ ما بين ال 350 إلى 400دج، ما يشكل طبقا للعديد من محدودي الدخل بتراب ولاية البيض، خصوصا أمام الارتفاع الملفت لأسعار اللحوم الحمراء الأخرى، هذا الوضع أزعج كثيرا رعاة هذه الماشية الهامة، خاصة في المناطق الصحراوية التي تعد من الأهمية بمكان وبات يهدد نشاطهم الرئيسي الذي يعتمدون عليه بشكل كبير جدا في تجارتهم، ما دفعهم إلى إبراق والي ولاية البيض في رسالة موجهة له –حصلت الوطني على نسخة منها- تطالبه بالتدخل العاجل وإيجاد حلول أما الحرث والزرع العشوائي بالأراضي الصحراوية البور التي أدت إلى انتشار الزرع في مناطق تجول الإبل هذه الأخيرة غير القادرة على مقاومة مذاقه الرطب التي يقتلها، خاصة وأن طبيعة الإبل، كما هو معروف تتأثر معدتها كثيرا من الزرع الرطب ويؤدي بها إلى تخمة قاتلة، وهو ما يحصل حاليا، خصوصا بالأراضي المزروعة التي لم يتم تسييجها من طرف فلاحيها العشوائيين ما دفع رعاة الإبل إلى التدخل لحمايتها بالنسبة للذين يملكون سيارات رباعية الدفع "ستايشن" ومنع قطعان الإبل من الوصول إليها، خاصة وأن تعداد الإبل ببريزينة لوحدها –حسب إحصاءات رسمية- يفوق 7000رأس بالنسبة للرؤوس التي تم تلقيحها العام الماضي فقط زيادة على احتوائها على أكبر راع للإبل بالولاية والثالث على المستوى الوطني بأكثر من 300رأس ويتعلق الأمر برئيس بلدية بريزينة، وأمام هذا المشكل الغريب العويص إلي يهدد ثروة حيوانية صرفت الدولة مبالغ طائلة للحفاظ عليها ورعايتها أمام عدم تدخل أي جهة رسمية لحد كتابة هذه الأسطر للإطلاع –على الأقل- عن كثب عن حالة رعاة الإبل الذين يعانون أصلا العديد من المشاكل والصعوبات القديمة الجديدة متعلقة بالأساس بالتعويضات والحماية -حسبهم- عدا التلقيحات السنوية المخصصة للماشية التي لا تغطي غالبا جميع النقط الصحراوية، علما أن قطعان الإبل تسير مسافة 50 إلى 80كلم يوميا ما يصعب كثيرا في عملية مراقبتها ورعيها حتى باستعمال السيارات الرباعية ومستحيلا تماما سيرا على الأقدام خاصة في فصل التزاوج الذي سيحل بعد أسابيع قليلة والذي سيزيد كثيرا من معاناة الرعاة.