احتج سكان حي السوناتيبا، شرق مدينة عزابة، أول أمس، بشدة على قرار اللجنة التقنية للدائرة بتخصيص قطعة أرضية داخل الحي لبناء سوق مغطاة وهددوا بمنع وزير التجارة امصطفى بن بادة، أثناء وجوده في المدينة لإعطاء إشارة انطلاق إنجاز السوق من القيام بذلك. وكادت الأمور أن تتطور لولا تدخل والي الولاية لحظة وصول الوفد الوزاري إلى المكان المخصص. قرر الوالي إلغاء بناء هذا الإنجاز معللا ذلك بأنه ليس المكان المفضل لمثل هذه المشاريع التي ينبغي أن تكون داخل أرضية واسعة وفي محيط ملائم، وحمل الوالي بشدة على رئيسي الدائرة والبلدية اللذين وافقا من قبل على تخصيص الأرضية لانجاز السوق. وحسب السكان الذين التقت بهم “الفجر”، فإن المشروع كان مقترحا منذ عهد الوالي السابق، وأنهم أنذروا مصالح البلدية والدائرة أكثر من مرة من مغبة الأقدام على إنجاز السوق، معللين بكون خصوصية وطبيعة النشاطات التجارية لا تناسب الفضاءات السكنية كونها تلحق الازحاع اليومي براحتهم وتمنع الأطفال و العائلات من الاستفادة بالفضاءات الواقعة في الأحياء، لتحويلها إلى حدائق وساحات للعب و مساحات خضراء .وكانت الولاية قد انطلقت، بداية الشهر الماضي، في إنجاز مجموعة من الأسواق الجوارية المغطاة لبيع الخضر والفواكه في مقرات الدوائر الكبيرة كعزابة وسكيكدة والقل والحروش، وهي مرافق تجارية أصبحت أكثر من حيوية وضرورية لهذه المدن التي تعرف انتشارا مذهلا في ممارسة التجارة الرئيسية و حتى في الطرقات والساحات والأحياء ، وباتت أحياء عديدة كتلك الموجودة في وسط مدينة سكيكدة، ومنها السويقة و زقاق عرب ومحيط السوق المغطاة القديمة بالنابوليتان، ممنوعة من سير المركبات و حتى الراجلين في بعض الأحيان، غير أن الإشكال القائم حاليا يكمن في صعوبة الحصول على القطع الأرضية المناسبة لها وللسكان وكذلك للحركة التجارية والاقتصادية بوجه عام، حيث تعاني جل المدن الكبرى من تشبع الفضاء العقاري واكتظاظ البرامج السكنية والاجتماعية، وعوائق كثيرة تقف في وجه تطور المشاريع المرافقة مع تطور حاجيات السكان في كل الميادين، ومنها على الخصوص تواجد المساحات الزراعية حول المدن وصعوبة التضاريس الجيوفيزيائية في بعض المواقع . ويعاني مشروع سوق الجملة للخضر والفواكه الذي يجري إنجازه حاليا ببلدية صالح بو الشعور، والذي تعلق عليه فئات التجار و المزارعين آمالا كبيرة من هذه الصعوبات، حيث تبين أن مساحته المقررة البالغة أزيد من 38 ألف متر مربع غير كافية ولا تتناسب مع سوق حقيقية للجملة خصوصا للخضر والفواكه، وهو ما شدد عليه وزير التجارة أول أمس أثناء زيارته للأرضية، طالبا زيادة المساحة إلى أكبر قدر ممكن، إلا أن ذلك يصطدم بوجود تعاونية زراعية ذات أرضية خصبة مجاورة لموقع السوق. وإذا كانت سوق واحدة مغطاة تكفي في الوقت الحاضر لدوائر الولاية الكبيرة، فان الوضعية ازدادات حدة وتعقيدا بعاصمة الولاية التي لا تتوفر إلا على سوق مغطاة واحدة تعود إلى العهد الاستعماري ولم يتمكن لحد الآن من إنجاز أي مشروع غير المشروع الذي وضعته كل من البلدية والولاية منذ السنوات الستة الماضية..