حذر علماء فيزياء الأرض من إمكانية تكرار سيناريو زلزال "الأربعاء الأسود" في بومرداس قبل 9 سنوات في شمال الجزائر، خصوصا بعد الزلزال الأخير الذي ضرب إيطاليا. أشار أمس الدكتور جيان لين، كبير العلماء في "وودز هول" لعلوم المحيطات بالصين وعدد من الباحثين في ورقة بحثية نشرت في مجلة "البحوث الجيوفيزيائية" إلى الأسباب العلمية لوقوع زلزال إيطاليا، مؤكدا أن ضغط ما يعرف بالصفيحة الأوراسية والصفيحة الأفريقية تسبب في الزلازل التي حدثت مؤخرا في ايطاليا والزلازل في الجزائر في وقت سابق، وزاد عن ذلك الجيوفيزيائي لين "على الرغم من أنه لم يرد ذكرها في كثير من الأحيان، فإنه من المهم أن نشير إلى أن منطقة شمال إفريقيا وخصوصا البحر الأبيض المتوسط هي أيضا عرضة لهزات قاتلة". وحذر لين وغيره من الباحثين في هذا السياق من خطر كبير من زلازل مدمرة عرضة لها منطقة شمال الجزائر، بما في ذلك الجزائرالعاصمة، حيث يتواجد بها غالبية السكان بأكثر من ثلاثة ملايين. وتوقع لين الذي هو مؤلف بارز في ورقة بحثية أن هزة بقوة 6.6 إلى 6.9 درجة على سلم ريشتر ممكن حدوثها بالقرب من مدينة الجزائر العاصمة. وعاد الباحثون إلى زلزال بومرداس الذي وقع بتاريخ 3 ماي 2003، حيث قضى أكثر من 2000 شخص نحبهم وجرح أكثر من 10 آلاف آخرين عندما بلغت قوته 6.8 درجة، مضيفا أن الجزائر لديها تاريخ طويل في الهزات الأرضية لمئات من السنوات الماضية مع عدة زلازل وقعت بقوة أكبر من 7.0 درجات. ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن أعنف زلزال وقع في أوروبا في منطقة البحر الأبيض المتوسط عندما ضربت هزة قوتها 7.2 درجة ميسينا في جزيرة صقلية الإيطالية في عام 1908 وأودى الزلزال وتسونامي بحياة نحو 200 ألف شخص.