عن نظرة المجتمع للنساء اللاتي خلعن أزواجهن، تقربت "الفجر" من بعض المواطنين من شرائح مختلفة للاستفسار عن رأيهم حول الموضوع، والذين أبدى الكثير منهم نظرة دونية ومجحفة في حق المرأة التي تطلب الخلع من زوجها. اعتبر الكثير من المواطنين أن الخلع هو شكل من أشكال خروج المرأة عن العادات والتقاليد، فالسيد جمال على سبيل المثال قال في هذا السياق: "الخلع سلاح جديد منحه القانون للمرأة لتتقاوى به على زوجها"، أما السيدة جميلة فقد اعتبرت المرأة التي تخلع زوجها خائنة "للعشرة" وناكرة للجميل، فمن أصول العلاقة الزوجية أن تداري الزوجة سوءات زوجها ولا تشهر به في المحاكم وأمام الملأ. الخلع سلاح ذو حدين اعتبر المحامي عبد الله غراس أن الخلع هو سلاح ذو حدين وهو حق من حقوق المرأة وفقا للمواد التالية 52، 53، 54، 55 من قانون الأسرة، واعتبر الخلع وسيلة تلجأ إليها المرأة لشراء حريتها لأسباب متعددة تختلف حسب الأفراد، كما أكد وأشار إلى أن الظاهرة في انتشار كبير في الآونة الأخيرة وصلت إلى نسبة مخيفة بلغت 60 بالمائة من قضايا الأسرة المطروحة، ونسب ذلك لمعرفة المرأة حقوقها واطلاعها عليها، خاصة بعد التعديل الذي مس قانون الأسرة، والذي تحول إلى شبح يهدد استقرار الأسرة، ويجعل من الطلاق لعبة تحكمها أهواء نساء طائشات لا يعين ضخامة هذا القرار. الاستقلال الاقتصادي للمرأة زاد من انتشار الظاهرة من جهتها اعتبرت الأخصائية الاجتماعية تيجاني ثريا أن الانتشار المخيف لظاهرة الخلع عند النساء الجزائريات، هو نتاج الاستقلالية التي أصبحت تتمتع بها المرأة الجزائرية داخل المجتمع، خاصة إذا تعلق الأمر بالجانب المادي، الذي جعل المرأة تستغني بسهولة عن وجود الرجل في حياتها. وأضافت أنه في الكثير من الحالات كانت المرأة تضطر لتحمل زوجها ومواصلة الخوض في العلاقة الزوجية، فقط لأنها لا تقوى على الصرف على نفسها، لذلك فبمجرد تحقيقها للاستقلالية المادية تتحرر من أية قيود كانت قد أجبرتها الظروف على التعايش معها.