استعرض الكاتب الدكتور قاسي حجار، خلال اللقاء الذي جمعه بالمهتمين بالأدب بمكتبة فنون وثقافة بديدوش مراد، حصيلته الأدبية، التي تطرق خلالها إلى مواضيع عدة، حيث تحدث عن هاجس الكتابة لديه وعن السياسة، أوضاع العالم العربي والإسلامي في ظل الحكم الديكتاتوري المستبد، وأساليب تجسيد المبدأ الديمقراطي الضامن للحريات. اعترف الدكتور حجار بأنه لم يدخل مجال الكتابة بالصدفة لأن الكتابة هي ترجمة للأحاسيس الحقيقية، وانعكاسات لاإرادية لقناعات الفرد، ورغم أنه بدأ يكتب في سن مبكرة حيث احتفظ بإبداعاته الأولى دون وعي كما قال، إلا أن تفكيره الجدي في الكتابة لم يتبلور إلا سنة 2004 تاريخ ميلاد أول مؤلفاته، ولم تمنعه الهجرة إلى فرنسا في سن مبكرة من الكتابة لأوجاع الماضي وما عاناه بنو جلدته من ويلات المستعمر، كما لم يمنعه ذات السبب من معانقة أحلام الصبا والكتابة للأم، للأب، للوطن وللحياة بشكل عام. فرضت عليه طبيعة التكوين تقبيل اللغة الفرنسية كما قال ”أخذ منا الاستعمار الفرنسي ثقافتنا ولغتنا وفرض علينا إتقان اللغة الفرنسية وهو ما أتأسف عليه دوما كوني لا أتقن لغتي الأم، وأنا أحسد أطفالي على هذا الامتياز”. ورجع الكاتب إلى الوراء ليحكي معاناة الجزائريين مع الاستعمار الفرنسي، وتوق آبائنا للاستقلال متوسمين فيه العدالة، التضامن، غياب الفساد لكن لا شيء من هذا القبيل تحقق حسبه. الدكتور قاسي حجار طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد من مواليد 1939 بعين الحمام - ميشلي - بولاية تيزي وزو، هو شاعر وكاتب في رصيده 6 عناوين صدر الأول منها سنة 2004، جمع فيه مجموعة أشعاره التي ألفها منذ بدأ الشعر يخالجه، ثم تلتها عناوين أخرى منها كتاب ”قال أبي” الذي لخص فيه نصائح والده التي كان يلقنها له في شكل أمثال وحكم كانت لدى السلف العمود الفقري للتربية، إلى جانب كتاب ”الآلة الجهنمية” وهو مؤلف فلسفي يتحدث فيه عن الوقت، ليأتي بعدها مؤلفه ”الأنظمة والأحداث السياسية الكبرى في العالم” الذي تنبأ فيه بزوال الأنظمة الديكتاتورية قبل وصول ما يعرف بالربيع العربي، ويحضر الكاتب لإصدار مؤلفه الجديد ”الطفل الحافي القدمين”.